نطرح السؤال في العنوان ثمّ نسارع الى النفي. لن يعتزل. بل لا يليق به الاعتزال، فعلى الرغم ممّا أصابه يبقى جورج وسوف صاحب هالةٍ لم يفقدها.
مناسبة الكلام ما حصل ليلة رأس السنة، في حفلة “تريو نايت” التي شغلت مواقع التواصل الاجتماعي في الأيّام القليلة الماضية، وقد تألّق فيها وسوف كما تميّزت أغنياته، وكان فوق الانتقاد الذي طاول عدداً من الفنانين.
لن نطيل الشرح، بل سنكتفي بنشر ما دوّنه الكاتب السوري رامي كوسا، وقد نال إعجابات كثيرة وتعليقات إيجابيّة، منها، على سبيل المثال لا الحصر، من الممثلة شكران مرتجى.
وكتب رامي كوسا:
ما حدث “تريو نايت” يمكن أن يؤكّد شيئاً من الجوهر الذي بات يُستخفّ به، في أيامنا، حيث تعوم الدعاية والأرقام السوشل ميديوية على حسابه.
يمكنك أن تكون إنفلونسر، وأن يتجاوز عدد متابعيك على إنستغرام عدد متابعي جورج وسوف، ويمكن لواحد من فيديوهاتك أن يحصد جماهيرية رقمية هائلة، لكن الأكيد أن هذا الحصاد يمحوه الحصاد الذي يليه، وهذا هو الفرق بين الاستهلاك والتراكم.
مغنّو تريو نايت جميعهم من نجوم الصف الأول، وبعضهم باتوا يحكّمون المواهب الشابة (بغض النظر عن درجة استحقاقهم لكرسي الحكم)، لكنّهم، ومعهم تاريخهم وأرقامهم ووزنهم الدعائي وجيوش متابعيهم، يجيؤون ثانياً وثالثا ورابعا خلف “أبو وديع”.
هذا الرجل صنع مكاناً ومكانةً متفردين، لا يمكن أن يطالهما واحدٌ من نجوم المرحلة مهما تمطّى.
لم يلهث جورج وسوف خلف لوازم العصر، لم يغيّر فهمه لجدوى الكلام ومعنى الموسيقى. ظل على ديدنه، يغنّي بروحه على قواعد الأقدمين..
حين يحضر، يحضر وحده وإن حاصره حضور كثيرين.
خانه الزمن، وخانه المرض، وربما خان نفسه في بعض المناسبات، لكنْ هذي واحدةٌ من جماليات التاريخ.. طالحه لا يمكن أن يلغي صالحه، وإن شوّش عليه بدرجة ما.
هل يستطيع واحدنا أن يجيء بأغنية واحدة، واحدة فقط، سيئة لجورج وسوف؟
لا أعتقد..
البعض يقول له اعتزل. أنا ضد اعتزاله، فهو، وإن ظل يغني في الاستديو فقط، فذائقته وذهنيته في صناعة الأغنية كفيلتان بمد المكتبة العربية وذائقة المستمعين بزوادة يمكن أن نستند إليها بعد حين…
أمنيات بالعمر الطويل ودوام الصحة يا أستاذ.