بينما تظل الشيخوخة جزءًا لا مفر منه في الحياة، يقترب العلماء من تطوير علاجات يمكن أن تساعد في تحسين التجربة وتخفيف آثارها السلبية بشكل كبير، بعد الدراسات السابقة، التي أظهرت أن جزيء AP39 المانح لكبريتيد الهيدروجين ينعش صحة الخلايا المتقدّمة، كان لدى الباحثين في جامعة إكستر نتائج واعدة أكثر من تجاربهم على الحيوانات، بحسب ما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية Proceedings of the National Academy of Sciences.
الميتوكوندريا داخل الخلايا
من خلال استهداف الميتوكوندريا داخل خلايا الكائن الحي النموذجي Caenorhabditis elegans، نجح علاج كبريتيد الهيدروجين H2S في تعزيز صحة خلايا بمرحلة الشيخوخة والحفاظ على العضلات نشطة وفي حالة جيدة مع التقدم في العمر.
لا يرتبط فقدان الوظيفة داخل الميتوكوندريا، أو محطات الطاقة الخلوية، في جسم الإنسان بمجرد التدهور الفسيولوجي العام في مرحلة الشيخوخة، ولكن يرتبط أيضًا بالأمراض العصبية التنكسية مثل مرض باركنسون والزهايمر والحثل العضلي، من بين أمور أخرى.
كبريتيد الهيدروجين
قال تيم إثيريدج، كبير الباحثين والأستاذ في جامعة إكستر: “تعد الديدان أداة وراثية قوية لدراسة صحة الإنسان والأمراض وتوفر منصة قوية للتعرف بسرعة على علاجات محتملة جديدة”، مضيفًا أن “الأمراض المتعلقة بالشيخوخة لها خسائر فادحة في المجتمع. تشير النتائج التي تم التوصل إليها إلى أن كبريتيد الهيدروجين، الذي يتم إعطاؤه إلى أجزاء معينة من الخلية بكميات صغيرة، يمكن استخدامه يومًا ما لمساعدة الأشخاص على العيش بصحة أفضل لفترة أطول”، حيث ساعد نجاح الباحثون في تحديد لأول مرة بعض عوامل النسخ الرئيسية التي يستهدفها جزيء AP39 المانح لكبريتيد الهيدروجين، في إمكانية درء الأمراض والحفاظ على نوعية حياة أفضل في السنوات اللاحقة.
جودة الحياة
قال الباحث المشارك مات وايتمان، الأستاذ في جامعة إكستر إن “الدراسة لا تتعلق بإطالة العمر – إنها تتعلق بعيش حياة صحية بشكل جيد حتى سن أكبر”، مشيرًا إلى أن نتائجها يمكن أن يكون لها فوائد كبيرة للمجتمع، ومعربًا عن حماس فريق الباحثين “لرؤية هذا البحث ينتقل إلى المراحل التالية خلال السنوات القادمة، بما يمكن يشكل يومًا ما أساسًا للعلاجات الجديدة”.
في حين شوهدت بعض فوائد العمر في الديدان التي عولجت بكبرتيد الهيدروجين H2S، يقول الباحثون إن هذا النوع من العلاج سيساعد في التركيز على عيش مرحلة الشيخوخة بشكل أكثر صحة والحفاظ على جودة الحياة.