يصاب الشخص بفقر الدم عندما لا يمتلك الجسم كمية كافية من خلايا الدم الحمراء الصحيحة أو الهيموغلوبين، مما يقود إلى تراجع عملية نقل الأوكسجين من الرئتين إلى الأنسجة، ويقود إلى مضاعفات قد تكون شديدة.
لدى الأطفال، يُعتبر نقص الحديد مشكلة شائعة، فيمكنه أن يحدث على مستويات عديدة، بدءاً من نقص خفيف إلى فقر الدَّم الناتج من نقص الحديد، وهي حالة لا يحتوي فيها الدَّم على ما يكفي من خلايا الدَّم الحمراء السليمة. ويمكن أن يؤثر نقص الحديد غير المعالج في نمو الطفل وتطوّره.
الحديد مهم جداً للأطفال!
يولَد الأطفال بكمّية من الحديد مخزَّنة في أجسامهم، ولكنهم يحتاجون أيضًا إلى كمّيَّة ثابتة من الحديد للمساعدة في نموِّهم وتطوُّرهم بسرعة. كشف الاختصاصي في طب الأطفال د. نيكولا عطية، أن جسم الطفل يمتص كميات قليلة من الحديد في الطعام الذي يتناوله، وللحصول على الكمية اللازمة من الحديد، يجب دمج الأطعمة التي تحتوي على الحديد في نظامه الغذائي، أبرزها: السبانخ، اللحوم الحمراء، البقوليات، السمك والمأكولات البحرية، الحبوب، والفواكه المجففة والمكسرات.
وفي حال لم يساعد تناول الطعام الصحي بشكل كبير في علاج انخفاض نسبة الحديد وفقر الدم، قد يقترح الطبيب تناول الطفل مكملات الحديد عن طريق الفم. لكن لا يجوز تحت أي ظرف من الظروف تناول مكملات الحديد أو الفيتامينات دون إشراف طبيب الأطفال.
هذا ويجب على الأطفال الحصول على رضاعة طبيعية حتى بلوغهم عمر ستة أشهر على الأقل. فحليب الأم يسمح بامتصاص أفضل للحديد، ويعد عاملا أساسيا لتعزيز نظام المناعة. وإذا لم يكن الطفل قادرا على شرب حليب الأم، فيجب استعمال الحليب الصناعي الخاص بالرضع، وليس حليب البقر أو غيره.
الأعراض
عند تقدم مراحله، يسبب فقر الدم الناجم عن نقص الحديد لدى الأطفال أعراضا مثل:
– انخفاض الشهية أو انعدامها.
– الصداع.
– الدوخة.
– الشعور بالوهن والتعب.
– صعوبات في التنفس.
– بشرة شاحبة.
– المشكلات السُّلوكية.
– بطء النمو والتطور.
الأطفال المُعرّضون لخطر نقص الحديد
– الأطفال الذين يعانون من حالات صحية مزمنة، مثل مرض الاضطرابات الهضمية أو التليف الكيسي، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بنقص الحديد.
– الأطفال الذين يشربون حليبًا صناعيًا لا يحتوي على عنصر الحديد.
– الأطفال الذين لديهم مشكلات صحية معينة، مثل العَدوى المزمنة أو النظم الغذائية المقيدة.
– الأطفال الذين لا يتناولون ما يكفي من الأطعمة الغنية بالحديد.
– الأطفال الذين يشربون حليب البقر أو الماعز قبل عامهم الأول.
– لأطفال المصابون بزيادة الوزن أو السمنة.
وبحسب الإختصاصي في طب الأطفال، يمكن أن يحدث نقص الحديد بسبب عوامل عدة، أهمها: التغذية، فالتغذية أمر أساسي لأن اتباع نظام غذائي منخفض في الأطعمة الغنية بالحديد يمكن أن يؤدي إلى نقص الحديد. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتأثر امتصاص الحديد من الأمعاء بالأمراض المزمنة والتشوهات المعوية والأدوية. كما يمكن أن يحدث نقص الحديد أيضًا إذا تجاوزت احتياجات الطفل من الحديد كمية الحديد المتوفرة في النظام الغذائي. فمن المهم مناقشة أي مخاوف مع طبيب الطفل وجعله يراقب مستويات الحديد ونسبته في الجسم.
لذا، شدد د. عطية على ضرورة مراقبة الطفل جيداً والانتباه لنظامه الغذائي كيلا يفتقد جسمه الحديد الذي يؤدي دوراً أساسياً في نموّه العقلي والجسدي.