كتبت رينه أبي نادر في موقع mtv:
لبنان في خطر على الجبهات كافّة، وحذّر وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام من مجاعة مُقبل عليها لبنان بسبب الأزمة الأوكرانيّة – الرّوسيّة، ونقص مخزون القمح في البلد، الذي يكفي فقط لأشهر قليلة. من هنا، قد نكون أمام أزمة خبز مفتوحة، إذا لم يُتدارَك الموضوع سريعاً، وقد طرح البعض فكرة البطاقة التّمويليّة للخبز للتّخفيف من هذا العبء، فهل تكون الحلّ الأنسب؟
يؤكّد رئيس نقابة الأفران والمخابز العربيّة في بيروت وجبل لبنان ناصر سرور أنّ النقابة كانت منذ البداية ضدّ قرض الـ 150 مليون دولار من البنك الدّوليّ، ولطالما شجّعت فكرة البطاقة التّمويليّة للخبز وتحويل القرض لها.
ويقول، في حديث لموقع mtv: “أكثر من 500 ألف ربطة خبز يستفيد منها اللاجئون السّوريّون، أي أكثر من 60 في المئة من القرض يذهب للاجئين، من المفترض أن تتكفّل بهم الأمم المتّحدة، وليس الشّعب اللّبنانيّ، فهو من سيدفع القرض عاجلاً أم آجلاً، وسياسة الدّعم خارج البطاقة التّمويليّة أثبتت فشلها”.
ويشرح سرور أنّ “البطاقة يجب أن تُمنَح للعائلات الأكثر تضرّراً، على أن تشمل الجيش اللبناني، النّقابات مثل نقابة المعلّمين وكلّ نقابة تتعاطى مع القطاعين العام والخاص، البلديّات ووزارة الشّؤون الاجتماعيّة، تحت إشراف وزارة الداخليّة”، ويُتابع: “كي لا نصل الى نقطة تنتهي بها أموال الدّعم للخبز، نقترح البطاقة التّمويليّة للمواطنين الأكثر حاجة”.
هل نشهد أزمة رغيف؟ يعود سرور إلى تحذير وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال الذي دقّ ناقوس الخطر، وحذّر من مجاعة بسبب مشكلة الحبوب العالميّة، فـ”موضوع البحر الأسود واتّفاقية الحبوب يؤثّران على الدّول التي تستورد الحبوب من أوكرانيا، من بينها القمح”، مضيفاً: “في لبنان، لا اهراءات منذ 4 آب، ولم تُرمَّم اهراءات البقاع ولم يخزَّن فيها القمح، إذاً، لا اهراءات ضخمة تستوعب القمح لدينا، لذلك أي خطأ استراتيجي في البحر الأسود قد يمنع تصدير القمح الى لبنان، ما سيوصلنا إلى أزمة بلا شكّ”، داعياً إلى “ترميم سريع للاهراءات في البقاع تداركاً لأي خطر مُمكن أن يحصل”.
ويشير سرور إلى أنّه “إذا أراد المسؤولون تدارك هذا الموضوع منذ اليوم، فيمكنهم فتح اعتمادات خارج تمويل البنك الدّوليّ، لشراء القمح وتخزينه في لبنان أو اعتماد البطاقة التّمويليّة، وبالتّالي، يُرفع الدّعم عن القمح، ويشتري القطاع الخاصّ الكمّيّات التي يحتاجها ويبيعها بالطّريقة التي يريدها، وبذلك يُعطى المواطنون الأكثر فقراً البطاقة التّمويليّة، والآخرون على الأراضي اللبنانية يشترون ربطة الخبز بالدّولار، على أن يكون سعرها حوالى 70 ألف ليرة لبنانيّة”.