تابع وزير الصحّة في حكومة تصريف الاعمال فراس الأبيض جولته البقاعية، وزار في محطته الثانية بلدة القاع الحدودية مفتتحاً مركز الرعاية الصحية المعتمد لمكافحة انتشار “الكوليرا” والتابع لرعية أبرشية الروم الكاثوليك في بعلبك، بالتعاون مع وزارة الصحّة وكان في استقباله كاهن الرعية الاب اليان نصرالله ورئيس بلدية القاع بشير مطر وفاعاليات.
بعد جولة على أقسام مركز الرعاية الصحيّة. أقيم احتفال بالمناسبة في صالون كنيسة مار الياس بحضور فعاليات البلدة والأطباء والممرضين العاملين في مركز الرعاية الصحية.
وأعرب الأبيض عن سروره برعاية المركز قائلا: “له منا كل الدعم، أما الذي اتى بي الى هنا فهو موضوع الكوليرا الذي يهدد أهلنا بعدما أصبح لدينا ٢٠٠٠ حالة في لبنان وحالات من الوفيات ونخشى أن يؤثر على سائر القطاعات الزراعية والسياحية، والمطلوب وضع حد للموضوع، أما أعداد المصابين بالكوليرا في البقاع هم أقل بكثير من مناطق أخرى لكن الاحتياط واجب”.
وأضاف: “قمنا بزيارة مركز عرسال وهناك تحضير لإستقبال مرضى الكوليرا في مستشفى الهرمل الحكومي للتخلّص من الوباء. وهناك طرق وقاية للتخلّص من الوباء على مستوى الفحوصات وأبدينا كل استعداد لفحص مياه ري المزروعات النظيفة وما نعمل عليه هو عدم انتشار الوباء بالسرعة اللازمة وهناك شركاء دوليون يوزعون الكلور لمياه الاستعمال المنزلي، وفي ما يتعلق بالكوليرا أطلقنا حملة اللقاح من أجل تحصين مناعة المجتمع وسنطلق الاسبوع المقبل حملة اللقاح، والقاع هي على أولوية اللائحة وأتينا لنتشاور معا بموضوع نشر اللقاح ومطمئنون لنجاح الخطوة. أما الموضوع الثاني فهو النظر بموضوع الخدمات الصحية، ونتوقع معالجة من ٢٠٠ الى ٢٥٠ مريضاً للبنانيين والنازحين السوريين، وهذا المركز يستاهل منا كل الدعم، أما موضوع الطاقة الذي طالبنا به كاهن الرعية سنعمل وبالتعاون مع شركائنا لكي يستفيد المركز، وهو سيكون من ضمن المراكز الذي يستفاد منها بالطاقة الشمسية، بالإضافة إلى الدعم بالأدوية ولن نقصر بهذا المجال وهذا من الأولويات التي يمكن أن نقوم بها لمراكز الصحة الأولية الحدودية وستكون هذه المراكز الملاذ الأول للنازحين”.
ولفت الى “النقص في الخدمات الصحية التخصصية غير الموجودة في بعض المناطق مثل أمراض القلب وعناية الأطفال، وهذا الامر يحتاج تدخلا سريعا، ورأينا من خلال الزيارة حرمانا للابنية التحتية والخدماتية وأهلنا يقطعون مسافات طويلة من أجل العلاج ونتطلع لزيارة مستشفيات بعلبك والهرمل الحكوميين كي لا يضطر اهلنا الى قطع مسافات أطول، ووجودنا هنا من أجل توجيه رسالة بأننا سنبقى الى جانبكم نتحمل المسؤولية الى جانب أهلنا بالتعاون مع المنظمات الدولية وعليها واجبات وقد تحمّلت نزوح ١١ سنة وعلينا أن نؤمن الدعم لأهلنا”.
بدوره، رحّب الاب نصرالله بزيارة الأبيض الي بلدة القاع والاطلاع على أحوال المركز في “هذه الظروف الصعبة وهو يعمل بقلب مليء بالرجاء والايمان بوجه الكوليرا”.
وأشار الى أن “المركز يهتم برعاية ٨ آلاف لبناني و٣٠ ألف نازح سوري في القاع وهو مركز بخدمة الجميع”، مطالبا بـ”تأمين طاقة شمسية للمركز من أجل عمل إضافي ٢٤/٢٤”.
وشكا رئيس البلدية من نقص الخدمات في المستشفيات والمراكز الصحية، مؤكّدا أن “لا وجود للكوليرا في بلدة القاع”، وقال: “نشكر اهتمامك وزيارتك، وعلينا أن نتساعد مع بعض من أجل إنجاح مركز الرعاية الذي يقدم الخدمات للبنانيين والسوريين رغم كل الآلام والتفجيرات نرفع صوتنا لنقول ان وزارة الصحة وحدها لا تكفي، علينا أن نكثف نشاطنا لمحاربة الكوليرا، نحن نعيش على المنتوجات الزراعية وزراعاتنا صالحة لان الشتلة عندنا تروى من النبع ولا وجود لمجارير صرف صحي أو غيرها، علينا أن نتعاون كبلدية ومركز رعاية ووزارة صحة وكمنطقة حدودية في مراقبة الحدود تلافيا للكوليرا، أو نقل مزروعات مصابة بالكوليرا”.
وأكّد مطر “أهمية المركز الذي يقدم الرعاية الخدماتية لـ٤٥ ألف من المقيمين والنازحين في القاع”.