كشفت شركة، بايت دانس، مالكة تطبيق تيك توك الشهير، النقاب عن أول منتج استهلاكي لها، وهو مصباح إضاءة ذكي مع شاشة تقول إنه جزء من محفظة تكنولوجيا التعليم الخاصة بها، وذلك وفقا لما ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال”.
ويمتاز المصباح الذكي “دالي” بشاشة عرض وكاميرا ومساعد رقمي مدمج، ويستهدف الأطفال الذين يذهبون إلى المدرسة، ليمكنهم من إنهاء واجباتهم في المنزل، بالإضافة إلى مساعدة أولياء أمورهم في مراقبة أطفالهم وهم بعيدين عنهم عبر تطبيق للهاتف.
وذكرت شركة، بايت دانس، أنها طورت مصباحها الذكي على مدار أشهر من التشاور مع حوالي 2000 من الآباء والأطفال الصينيين.
وبحسب الشركة، فقد جرى تزويد تلك المصابيح بكاميرتين مدمجتين – واحدة تواجه الطفل والأخرى توفر رؤية شاملة من أعلى، مما يسمح للآباء بمراقبة أطفالهم عن بعد عند الدراسة.
وهناك شاشة بحجم الهاتف الذكي متصلة بكل مصباح، والتي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتقديم إرشادات بشأن حل مسائل الرياضيات والكلمات الصعبة في اللغة الإنكليزية على سبيل المثال.
وكذلك، يمكن هذا النظام الآباء الاستعانة بمراقب بشري لمراقبة أطفالهم عن بعد أثناء دراستهم.
وبالإمكان ترقية الإصدار الأساسي من المصباح، بمبلغ قيمته 170 دولارًا مما يمكن الآباء من الحصول على تنبيهات عبر هواتفهم في غادر الأطفال المكتب الذي يقومون بأداء واجباتهم.
وبحسب تقارير إعلامية فإن نظام المراقبة الذكي قد أثبت نجاحه في الصين، إذ أشارت ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي إلى وجود ارتياح كبير للمنتج بين مستخدميه، رغم وجود شكوك بأن الكثير من الآراء المنشورة قد تكون ضمن حملة إعلانية مدفوعة الثمن.
وأوضح الأستاذ في جامعة سنغافورة للتكنولوجيا والتصميم، صونسون ليم، الذي يركز عمله على تأثير التكنولوجيا على العائلات: “في آسيا، يكون الآباء أقل اعتراضا على فكرة المراقبة، وغالبًا ما يرون في الإشراف الأبوي أمرًا جيدًا”.
وقالت إحدى المستخدمات للمصباح وتدعى، “وو” وعمرها 30 عاما، إنها عندما اقتنت الجهاز لم تفكر أبدًا في نظام المراقبة، لافتة إلى أن ما أعجبها في الأمر أن المصباح يمنح ابنتها ضوءا بدون ظلال مما يريح عيني طفلتها خلال ادائها لواجباتها المنزلية.
وفي سياق متصل، ذكرت سيدة اسمها، ني يينغ، أنها اشترت المصباح في مارس الماضي، ودفعت 350 دولارًا إضافيًا لثلاثة معلمين لمتابعة ابنتها عن بُعد وهي تؤدي واجباتها المدرسية بعد ظهر كل يوم لمدة ساعتين على مدار ثلاثة أشهر.
وتابعت: “ابنتي أضحت تنجز واجباتها بكفاءة وإذا احتاجت إلى أي معونة فإن المدرسين موجودون لتقديم يد المساعدة”.
وأعربت، ني، عن ارتياحها من النظام لأنه جعلها تطمئن على ابنتها البالغة من العمر 10 أعوام بعد أن أزاح ذلك المصباح عن كاهلها عبء المراقبة والمتابعة والتفرغ لعملها أكثر.
وأردفت: “لقد حسن ذلك النظام علاقتي مع ابنتي”.
من جهة آخرى، هاجمت وسائل إعلام محلية “نظام مصباح دالي” وقالت إن التطبيق المرافق له يسمح للأطفال بتحميل مقاطع فيديو لهم دون علم والديهم، ولكن الشركة المصنعة نفت ذلك الأمر مؤكدة أن تحميل وإرسال مقاطع مصورة لا يمكن أن يتم بدون موافقة الأم أو الأب.
وشددت، بايت دانس، على أن الأطفال لا يمكن سوى تحميل الفيديوهات الخاصة بأداء واجباتهم المنزلية.
كما انتقدت بعض وسائل الإعلام الصينية وأولياء الأمور فكرة وضع شاشة تفاعلية تعمل باللمس أمام الأطفال أثناء دراستهم، محذرة من أن المصباح سيجعل الأطفال يعتادون على البحث عن إجابات سهلة عبر الإنترنت.
وأشار سون تشانغ، وهو موظف حكومي يبلغ من العمر 41 عامًا في شنغهاي، إلى أنه سمع الكثير من أصدقائه يبحثون فكرة اقتناء ذلك النظام، فيما رفضت سيدة تدعى، صن، ذلك الأمر بشكل بات.
وقالت، صن، في حديث إلى الصحيفة إن “للأطفال الحق في الخصوصية، وهو أمر لا يجوز يأخذوه من أولادهم”.