نشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية تقريرا يفيد بأن علماء حذروا من حدوث أقوى توهج شمسي منذ 6 سنوات، والذي قد يسبب حدوث عواصف مغناطيسية أرضية وانقطاع ضخم للتيار الكهربائي على الأرض.
وأضافت الصحيفة أن مرصد ديناميكيات الطاقة الشمسية التابع لوكالة ناسا كان قد رصد قدرا هائلا من النشاط في نصف الكرة الشمالي للشمس.ونقلت عن الدكتور أليكسي غلوفر، منسق خدمة الطقس الفضائي في وكالة الفضاء الأوروبية، قوله إن التوهج الشمسي الذي حدث في 14 كانون الأول الجاري هو الأكبر في الدورة الشمسية حتى الآن، وهو أيضا الأكبر منذ عام 2017، وقد تسبب في انقطاع معتدل للراديو في أميركا الجنوبية، مع فقدان جزئي أو كامل للإشارة لمدة ساعتين.ما نشرته الديلي ميل تناولته وسائل إعلام في دول عدّة وسط تحذيرات من أن الانفجارات الشمسية قد تكون لها تأثيرات تؤدي لانقطاع خدمة الإنترنت وخدمة الكهرباء عن الأرض، وهو ما أثار حالة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي.
من جانبه، قال الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر إن الشمس لها أنشطة مثل البقع الشمسية والانفجارات الشمسية والعواصف الكهرومغناطيسية والتي يطلق عليها مجازا العواصف الشمسية.
وأضاف القاضي لـ”سكاي نيوز عربية” أن النشاط الشمسي يصنف إلى دورات يبلغ متوسط الدورة 11 سنة، مضيفا أننا نعيش حاليا في الدورة رقم 25 والتي بدأت عام 2019.
وأوضح أن “دورة النشاط الشمسي تبدأ بهدوء نسبي، ثم يزداد نشاطها تدريجيا حتى منتصف عمر الدورة الشمسية في السنة الخامسة أو السادسة، فتصل لأقوى مستوى لها، ثم تبدأ تقل تدريجيا حتى نهاية عمر الدورة الشمسية”.
وأضاف: “هناك دورات شمسية نشيطة وهناك دورات هادئة، والدورة الحالية نشاطها أقل من المتوسط، والدورة التي سبقتها رقم 24 كانت هادئة جدا، أما الدورة التي انتهت سنة 1969 فكانت أقوى دورة للنشاط الشمسي”.
وقال إن “العواصف الكهرومغناطيسية تقاس بدرجات من صفر إلى خمسة، وعندما تكون العاصفة بدرجة 5 يمكن أن تؤثر على الإنترنت وأبراج الضغط العالي فوق 500 كيلو وات شمال خط عرض 42 بمعنى شمال أوروبا وفي الأقطاب الشمالية”.
وأشار إلى أن هذه الدرجات لم تحدث في عمر النشاط الشمسي المسجل إلا في العشرينيات من القرن الماضي، حيث لم يكن يوجد إنترنت، ولم تكن هناك أبراج ضغط عالي مثل التي توجد في الوقت الحالي، لكن كانت توجد كهرباء.
وحسب القاضي، تأثرت خطوط الكهرباء في ذلك الوقت في شمال روسيا وكندا، ودون ذلك لم يثبت أي تأثير على الأرض، مشدداً على أن نشاط الدورة الحالية الذي تم تسجيله حتى الآن يتراوح ما بين 2 درجة و2.5 درجة، وهو ما يعني أن العاصفة الكهرومغناطيسية ليست لها تأثيرات على الكهرباء أو الإنترنت على الأرض.
وقال إنه بمجرد بدء الدورة الشمسية يمكن التنبؤ بنشاطها، لكن لا يمكن التنبؤ بتأثيرات الدورات الشمسية المستقبلية التي تليها.
وعن الأخبار عن عاصفة شمسية في 2025 قد تسبب دمارا على الأرض، فأكد القاضي أنها معلومات غير صحيحة تماما.