من المنتظر أن تتسارع وتيرة التطور في صناعة السيارات الكهربائية، بما يؤدي إلى أن يشهد سوق هذه المركبات طفرة كبيرة بعد أن يكون قد تم التغلب على أكبر وأهم المشاكل التي يعاني منها السائقون حالياً، وهو مشكلة نفاد البطارية والحاجة إلى إعادة الشحن، خاصة عندما يتعلق الأمر بالسفر لمسافات طويلة.
لكن هذه المشكلة قد تختفي قريباً، وسوف تتفوق السيارات الكهربائية على نظيرتها التقليدية في مسألة السير على الطريق قبل الحاجة إلى الوقود أو إعادة الشحن، حيث تشير أحدث المعلومات إلى أنه خلال سنوات قليلة سيُصبح في العالم سيارات قادرة على السير لمسافة تصل إلى 1500 كيلومتر أو تتجاوز ذلك دون الحاجة إلى إعادة شحنها، وهو ما يعني أن من الممكن أن تسافر من بلد إلى آخر أو تتنقل بين مدينة وأخرى دون أن تحتاج لإعادة شحن بطارية السيارة.
وفي حال إنتاج سيارات بهذا المدى فمن المتوقع أن تحدث طفرة إضافية في سوق السيارات الكهربائية، بل ربما تختفي تماماً السيارات العاملة بالوقود التقليدي.
ونقل تقرير نشرته جريدة “ديلي ميل” البريطانية، واطلعت عليه “العربية نت” عن شركة “تويوتا” اليابانية، وهي أكبر منتج للسيارات في العالم، قولها إنها سيكون لديها سيارات كهربائية تقدم نطاقات تقترب من 1000 ميل تقريباً (1500 كيلو متر)، وذلك خلال سنوات قليلة وفي وقت أقرب مما قد يعتقد الناس.
وباعت شركة صناعة السيارات اليابانية “تويوتا” حوالي 10.5 مليون سيارة على مستوى العالم العام الماضي، وهي الأكبر في العالم.
وأعلنت مؤخراً عن مصنع جديد للسيارات الكهربائية التي تعمل بالبطارية والذي سيبدأ في إنتاج نماذج جديدة في عام 2026.
وقال تقرير “ديلي ميل” إنه “لن يقتصر الأمر لدى تويوتا على تصميم هذه السيارات وتصنيعها بشكل مختلف فحسب، بل سيتم تشغيلها بواسطة مجموعة من البطاريات الجديدة والمتقدمة التي ستوفر نطاقات أكبر بكثير من تلك المتوفرة في الأسواق اليوم”.
وأطول مدى معروض حالياً هو 453 ميلاً (725 كيلومترا)، وهذا توفره شركة “مرسيدس” الألمانية عبر أحد طرازات سياراتها الكهربائية، وهي سيارة فارهة يصل سعرها الى 130 ألف دولار أميركي.
وتقول تويوتا إن “نماذجها المستقبلية ستعمل على تحسين هذا الأمر، وبأسعار معقولة جداً”.
وقال رئيس منشأة الإنتاج الجديدة لشركة “تويوتا” تاكيرو كاتو، إن المدى سيكون أساسياً لجذب قاعدة أوسع من العملاء، ويوضح قائلاً: “سنحتاج إلى خيارات مختلفة للبطاريات، تماما كما لدينا أنواع مختلفة من المحركات”. ويضيف: “من المهم تقديم حلول البطاريات المتوافقة مع مجموعة متنوعة من النماذج واحتياجات العملاء”.
وتعتقد شركة “تويوتا” أنها ستبيع السيارات الكهربائية ذات هذه النطاقات قبل نهاية العقد الحالي. حيث تقول شركة “تويوتا” إنها حققت تقدماً كبيراً في سعيها لتحسين متانة بطاريات الحالة الصلبة، وتعتقد الآن أن هذه التقنية ستكون في سياراتها الإنتاجية بحلول عام 2028.
وتوضح شركة صناعة السيارات: “تحتوي بطاريات الليثيوم أيون ذات الحالة الصلبة على إلكتروليت صلب يسمح بحركة الأيونات بشكل أسرع وتحمل أكبر للجهد العالي ودرجات الحرارة، وهذه الصفات تجعل البطاريات مناسبة للشحن والتفريغ السريع وتوصيل الطاقة في شكل أصغر”.
ومن المتوقع أن توفر أول بطارية صلبة من تويوتا نطاقًا يصل إلى 621 ميلاً (ألف كيلومتر) ويمكن إعادة شحنها في أقل من 10 دقائق.
وذكرت “تويوتا” أن لديها بالفعل “بطارية ليثيوم أيون ذات حالة صلبة ذات مواصفات أعلى” قيد التطوير، وتستهدف تحسين النطاق بحوالي 50% لتوفير أكثر من 1200 كيلومتر (746 ميلاً) بين الشحنات.
المصدر العربية