هناك أشكال عديدة لعمليات الاحتيال، إلا أنها عادة ما تجري بالطريقة عينها: يتظاهر المحتال بأنه شخص تثق به لإقناعك بإرسال الأموال. وبحسب موقع “لجنة التجارة الفيدرالية” (FTC)، يتظاهر المحتالون بأنهم مسؤولون في مصلحة الضرائب أو أحد أفراد الأسرة بالإضافة إلى أمثلة أخرى. وبحسب موقع “Insider” الأميركي، “عادة ما تحدث معظم عمليات الاحتيال عبر الهاتف، ولكن يمكن أن تحدث أيضًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو الرسائل النصية أو البريد الإلكتروني. وخير مثال على ذلك ما حدث مع مهندس البرمجيات في “غوغل” ريتشارد ميندلشتاين. فتلقى الأخير مكالمة اعتقد أنها من ابنته ستيلا وهي تصرخ عبر الهاتف وتطلب المساعدة من والدها طالبة منه سحب 4000 دولار نقدًا كدفعة فدية. إلا أنه فقط بعد أن قام بتحويل الأموال حتى أدرك أنه تعرض للخداع وأن ابنته كانت آمنة في المدرسة طوال الوقت ولم تتعرض للخطف. وعادة ما تستخدم تقنيات صوتية لتتماشى بشكل غامض مع عمر الطفل وجنسه إلا أنه، وباستخدام الذكاء الاصطناعي، يمكن أن يبدو الصوت على الطرف الآخر من الهاتف الآن بشكل مخيف مشابهاً تماماً لصوت الشخص الحقيقي”. وتابع الموقع، “على الرغم من أن تقنية الذكاء الاصطناعي التي تجعل عمليات الاحتيال هذه ممكنة ليست حديثة العهد، إلا أنها أصبحت أفضل وأرخص وأسهل في الوصول إليها. قال ستيف غروبمان، كبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة برمجيات الأمن العالمية McAfee، “من أهم الأمور التي يجب ملاحظتها هذا العام أن التطورات التي طرأت على الذكاء الاصطناعي جعلت هذه التقنيات في متناول العديد من الأشخاص”. وأضاف: “أصبح استخدام الذكاء الاصطناعي بهدف الاحتيال اليوم من قبل مجرمي الانترنت أسهل مما كان سابقاً”.”
وأضاف الموقع، “اعتمدت عمليات الاحتيال السابقة عبر المكالمات الهاتفية على مهارات التمثيل لدى المحتال أو على مستوى السذاجة لدى الضحية، ولكن الآن يقوم الذكاء الاصطناعي بمعظم العمل. فمن خلال منصات الذكاء الاصطناعي كـ Murf، وResemble، وElevenLabs، أصبح بإمكان المستخدم تحويل النص إلى كلام بصوت الشخص المطلوب. فما عليه إلا أن يقوم بتحميل ملف صوتي للشخص الراغب في استخدام صوته للاحتيال إلى أحد هذه المواقع، (فبالاستعانة بمقطع صوتي صغير، يمكن للذكاء الاصطناعي مطابقة 95% من صوت الشخص المستهدف) وبالتالي ما عليه إلا كتابة النص الذي يرغب باستخدامه في عملية الاحتيال”.
ولفت الموقع إلى أنه “من الصعب إلقاء القبض على من يقدم على هكذا عمليات احتيال. فغالباً ما يكون لدى الضحية معلومات قليلة ليقدمها إلى الشرطة. وما يزيد الطين بلة هي التحديات اللوجستية والقضائية التي تعاني منها الوكالات القانونية خصوصا وأن المحتالين متواجدون في كل أنحاء العالم.
وبحسب غروبمان، إذا شعرت أنك تتعرض لعملية احتيال فلا داعي للقلق. فكل ما يتطلبه الأمر هو طرح بعض الأسئلة التي لا يعرف الإجابة عنها إلا الشخص الذي يتم الاستعانة بصوته. وأوصت لجنة التجارة الفيدرالية أيضًا أنه إذا أخبرك أحد أفراد أسرتك أنه بحاجة إلى المال، فضع المكالمة قيد الانتظار وحاول الاتصال بأفراد عائلتك بشكل منفصل للتحقق من القصة. ويوصي خبراء الأمن أيضًا بالاتفاق على كلمة آمنة واستخدامها للتمييز بين حالة طوارئ حقيقية وعملية احتيال”.
وختم الموقع، “مع انتشار الذكاء الاصطناعي، فإن هذه الأنواع من الحيل تضع إمكانية الوثوق حتى بأفراد أسرتنا المقربين على المحك”.