جاء في “الأنباء” الالكترونية:
يوم جنوبي دامٍ يطبع ذكرى عيد الاستقلال هذا العام، فقد شهد الجنوب يوم أمس واحد من أعنف الاعتداءات الإسرائيلية على أهله، سقط ضحيتها 7 شهداء، بينهم الزميلين في قناة الميادين فرح عمر وربيع المعماري، في رسالة اجرامية جديدة بحق الإعلام لإسكات كل صوت يفضح دموية هذا الكيان المجرم.
استهداف الزميلين فرح وربيع هو هجوم جديد يُضاف إلى سجل جرائم العدو ضد الصحافة، وهو المنهج الذي يتبعه قادة إسرائيل في غزّة ولبنان مع استشهاد عشرات الصحافيين وذويهم، بينهم اللبناني عصام عبدالله.
تُصر إسرائيل على استهداف الصحافة، لأنّهم العين التي تنقل صورة فظاعة الحرب الإسرائيلية على الفلسطينيين، ولأنّهم بدّلوا من خلال المشاهد التي بثّوها جزءاً كبيراً من الرأي العام العالمي الذي كان يُناصر إسرائيل سابقاً، وبات يدعم الفلسطينيين، نتيجة فضح المجازر التي تنفّذها إسرائيل يومياً.
بالعودة إلى الملفات الداخلية، فإن أي جديد لم يطرأ على الملف الأكثر سخونة، وهو قيادة الجيش، ولم يتم الكشف عن أي حل للمعضلة في ظل توافر عدد من الخيارات، إلّا أن الاتصالات جارية ومستمرة في الأيام القليلة المقبلة من أجل إنضاج الملف أكثر والخروج بحلول قريباً.
إلى ذلك، فإن العدوان الإسرائيلي على غزّة مستمر، ويواصل الاحتلال ارتكاب أبشع المجازر بحق المدنيين والنازحين، ويواصل استهداف الممرات الآمنة التي يلجأ إليها سكّان شمال غزّة أثناء انتقالهم إلى الجنوب، علماً أنّه نفسه يُعلن هذه الطرقات على أنها ممرّات آمنة، في دليل جديد على أنّه يعتمد مبدأ الإبادة الجماعية.
في سياق متصل، يلوح اتفاق وقف إطلاق نار موقّت وتبادل أسرى في الأفق، فقد قال مصدر مطلع لـ”رويترز” إن الاتفاق الذي تتوسط فيه قطر بين إسرائيل وحركة حماس لإطلاق سراح رهائن ووقف الأعمال القتالية لعدة أيام في “مراحله النهائية” وإنه “أقرب من أي وقت مضى، والاتفاق ينص على إطلاق سراح حوالي 50 رهينة من المدنيين محتجزين لدى حماس وإطلاق سراح نساء وأطفال فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
إلّا أن تجارب إسرائيل في هذا السياق غير مُشجّعة، وهي لم تلتزم باتفاقات ولا قرارات دولية، وبالتالي فإن الصفقة غير مضمونة، وقد يطرأ أي تبديل في الاتجاهات بأي وقت.
إذاً، يعود عيد الاستقلال هذا العام ولبنان مُثقل بأصعب التحديات، في ظل فراغ مستشرٍ في مختلف المواقع الدستورية، ما يزيد من ضعف موقع لبنان، لذا فإن جميع القيادات السياسية مدعوة إلى الخروج من الزواريب الضيقة والبدء بانجاز الاستحقاقات.