لم تنتهِ قمة السلام في مصر الى قرارات توحي أن احتواء ما يحصل من عدوان على غزة بات قاب قوسين وأن الحرب الإسرائيلية سوف تتوقف، وهذا يعني أن الاحتمالات المطروحة لمحاكاة ما يجري لا تزال مفتوحة على مصراعيها وسط حديث عن أن جبهة لبنان التي تشهد اشتباكات ومواجهات يومية ببن حزب الله والعدو الإسرائيلي قد تتجاوز قواعد الاشتباك إذا استمرت إسرائيل في عدوانها وإذا توغلت برياً في غزة، لكن كل ذلك سيكون رهن حجم العملية الإسرائيلية التي يهدد بها بنيامين نتنياهو.
وفي هذا الوقت، يقول مصدر سياسي ان ما سرب في اليومين الماضيين يشير إلى أن مؤشر خطر نشوب حرب ضد لبنان بدأ بالتراجع، فجميع الدبلوماسيين والموجودين الذين زاروا لبنان في الأيام الماضية لم يتحدثوا أبدا عن توجه غربي للحرب إنما اكتفوا بدعوة القيادات السياسية والحزبية إلى ضبط النفس وتجيب لبنان اشتعال جبهته الجنوبية.
وتعتبر مصادر مقربة من حزب الله أن تزامن توجيه الرسائل للاميركيين من قبل المقاومة في العراق وسوريا وجماعة انصار الله، والهجمات التي نفذها حزب الله ضد اسرائيل، كل ذاك مرده تجاوز إسرائيل لقواعد الاشتباك وتوسيع من الرقعة التي وصلتها صواريخه، وبالتالي فإنّ تحرك الجبهات مع بعضها البعض سيكون رهن أي تطور في المواقف الإسرائيلية وفي تصعيدها في الحرب.
حكومياً، تكثفت الاتصالات الدولية لخفض مستوى التوتر على الحدود الجنوبية مع إسرائيل، وجاء أبرزها من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي اتصل برئيس الحكومة نجيب ميقاتي، بالتوازي مع وجود وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في بيروت.
أوساط حكومية معنية كشفت أنّ “الاتصال كان ايجابياً جداً وتخلله نقاش هادئ في كل المعطيات والوقائع”.
ونفت الأوساط أن “يكون الوزير الأميركي نقل تحذيرات الى رئيس الحكومة، كما يزعم البعض، واضعة هذه الاخبار في سياق اثارة البلبلة ليس إلا”.