22-نوفمبر-2024

التهاب الجلد التأتبي، والمعروف أيضاً بالإكزيما، هو التهاب مزمن يعاني المصابون به من جفاف البشرة مع حكّة شديدة وظهور متكرر للقروح. غير أن تأثيره على المرضى والعائلات لا يقتصر على البشرة فقط. وتظهر أعراض المرض عادةً في مرحلة الطفولة، ويمكن أن يصاب به الكبار كذلك.
ويتسع انتشار الإكزيمافي الدول النامية، حيث سجلت الإحصائيات معاناة 10.8% من الأطفال ممن تتراوح أعمارهم بين 13-14 عاماً في دول شرق المتوسط من هذا المرض في مرحلة ما من حياتهم.

وغالباً ما يتجاهل المصابون بالمرض تأثيراته الشديدة على جودة الحياة، ما قد يؤدي إلى إرهاق المريض ومقدمي الرعاية. وقد يكون من الصعب على غير المصابين بهذا المرض إدراك التحديات التي يفرضها التعايش مع بشرة متشققة وحكّة شديدة قد تسبب نزيفاً.
وبالإضافة إلى الأعراض الجسدية، تؤثر الإكزيماعلى الصحة النفسية للمرضى ومستوى عافيتهم بشكل عام، حيث يُعتبر المصابون به، ولا سيما البالغون منهم، أكثر عُرضة للاكتئاب والقلق. ونظراً لعدم التوصّل لعلاجٍ شافٍ حتى اليوم، قد يؤثر المرض سلباً على حياة المرضى الأكاديمية والمهنية والاجتماعية بأعباء نفسية ومالية عالية.

ولهذا يعمد أغلب المرضى إلى اتباع علاجات موضعية لتخفيف نوبات الحكةّ والالتهاب. ومع ذلك، لا تزال هناك ثغرات كبيرة في معالجة هذاالمرض، من بينها قلّة توافر معطيات علمية حول تأثيرات هذا المرضالغير مفهوم بالنسبة للكثيرين والذي يشكّل مصدر احراج للمصابين به. نتجعن ذلك قلة في ر الموارد المساعدة في تثقيف المرضى ومقدمي الرعاية بخصوص تأثيرات المرض الجسدية والنفسية.

ويؤكد التقرير الشامل الذي أعدته وحدة المعلومات الاقتصادية بتكليف من فايزر وجلوبال سكِن، الرابطة العالمية لمؤسسات مرضى الأمراض الجلدية تحت عنوان “مرض جلدي غير واضح كلياً: رسم الخطة العلاجية لالتهاب الجلد التأتبي”، على أهمية اتباع نهج رعاية صحية متعدد التخصصات لتحقيق عناية شاملة للأشخاص المُصابين بهذا المرض، لا سيما وأنهم يحتاجون لدعم فيزيولوجي ونفسي.

ويتطلب تطبيق مثل هذه المناهج إنشاء منظومة تركّز على توفير المهارات والمعلومات الصحيحة للمرضى ورفع ثقتهم بأنفسهم لمعالجة حالتهم بصورة أفضل. وتقوم هذه المنظومة في جوهرها على التعاون الوثيق بين الأخصائيين النفسيين وأخصائيي التغذية لوضع خطة علاجية متعددة الجوانب ومخصصة تبعاً لحالة كل مريض. كما يبيّن التقرير إمكانية استفادة المرضى من تطوّر المواد التعليمية، مثل الكتيبات وحملات التوعية عن المرض وغيرها. ولتخفيف العبء على نظام الرعاية الصحية، يمكن لمجموعات دعم المرضى المساعدة في تلبية احتياجات أساسية من خلال تمكين المرضى وتسليط الضوء على احتياجاتهم والتحديات التي يُعانون منها.

وتُعد توعية المجتمع بمرض الإكزيماخطوةً مستقبلية مهمة لرفع أولوية المرض على الأجندة الصحية. ويمكن تهيئة حياة أفضل للمصابين بالمرض عند وضع استراتيجية موحّدة تجمع مختلف الجهات الفاعلة، وتشمل أخصائيي الرعاية الصحية وصنّاع السياسات وشركات الأدوية ومجموعات دعم المرضى.