23-نوفمبر-2024

كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:

ما يحصل على طرقات لبنان “مسخرة” كبرى. مشاهد منها ما يُضحك ومنها ما يُبكي بالفعل خصوصاً عندما تسقط على طرقاتنا أرواحٌ بسبب الإهمال والفساد والتفلّت من إجراءات السلامة المرورية. باختصار، ما يحصل هو تفلُّتٌ جَماعي مشترك بين الدولة والمواطن من الأخلاق، وحفلةُ جنون على الأوتوسترادات والطرقات الفرعية قد لا تعرف نهاية قريباً.

إنتشرت على مواقع التّواصل الاجتماعي صورٌ لريغارات وأغطية مفقودة خلّفت حفراً ضخمة غطّاها مُواطنون بأغراضٍ وأشياء غريبة لتحذير السيارات المارّة.
منشرُ غسيل، طابة عملاقة، شتلةٌ… إبتكارات من مواطنين في غياب الجهات المسؤولة من الدولة عن صيانة طرقاتنا، فَمَن المسؤول؟
يعترفُ المدير العام للطرق والمباني في وزارة الأشغال العامة والنقل طانيوس بولس أنه “بالفعل لا صيانة دورية على طرقات لبنان وذلك بسبب ميزانية الوزارة الضئيلة مقارنة مع ما يطلبه المتعهّدون، فنحن للأسف نضطرّ الى القيام بأعمال الصيانة والاصلاح الضرورية والملحّة فقط”، مضيفاً في حديث لموقع mtv: “لا يجب تحميل وزارة الأشغال كامل مسؤولية مع يحصل على الطرقات، فهناك هيئات أخرى من مسؤوليتها هذا الموضوع كالمجلس الوطني للسلامة المرورية، فضلاً عن غياب غرفة التحكم المروري بسبب تضرر مركزها بفعل انفجار مرفأ بيروت، وهي كانت تقوم بجهود كبيرة في مراقبة ورصد وضع الطرقات، أضف الى ذلك الغياب التام للإنارة بسبب انقطاع الكهرباء وهو ما يسهّل عمليات سرقة الريغارات وكلّ مستلزمات السلامة المرورية على الطرقات، وهذا الأمر من مسؤولية وزارة الطاقة والقوى الأمنية لمنع ما يحصل، وضبط السارقين”.

وفي سياق مُتّصل، يُحمِّل بولس المواطن أيضاً مسؤولية الحوادث التي تشهدها الطرقات، قائلا: “وضع الطرقات مسؤولية مشتركة، والمواطن مسؤول أيضاً، فقد خسرنا 250 روحاً في الأشهر الفائتة من جراء حوادث السير وهو رقم مرتفع، وتبيّن أن 70 في المئة من الحوادث سببها السرعة الزائدة وانشغال الناس بهواتفها، وأيضاً لأنّ السيارات في لبنان لا تخضع للصيانة والتصليح بسبب الوضع الاقتصادي السيء”.

كيف تتحضّرون لاستقبال فصل الشتاء والأمطار، سألنا المدير العام للطرق والمباني، فأجاب: “نقوم بما يلزم على قدر إمكاناتنا كوزارة، وبالطبع سنُمارس دورنا قبل الشتاء كالعادة لفتح وتنظيف أقنية تصريف المياه منعاً من حصول فيضانات، ولكنّ هذا العام هو أشدّ صعوبة علينا من كلّ النواحي”.
طرقاتُ لبنان باتت مسرحاً للسرقة وساحة كبيرة للموت، ولم يبقَ عليها سوى الزفت، تماماً كوضع البلد…