23-نوفمبر-2024

كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:

لا شيء يوحي بوجود حراك جدّي على خطّ الرئاسة الاولى، ويبدو انّ الشغور بات “موضة”، وهو المرشح الأوفر حظاً لخلافة رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا، فكل الافرقاء باتوا ينظرون إلى سلاح تعطيل جلسات الإنتخاب كحق مشروع لهم، غير آبهين لشؤون وشجون الناس ومعاناتهم، وبالتالي تحويل لبنان إلى جزيرة معزولة معيشياً واقتصادياً .

في المقابل، الكل بات يختصر لقاءاته السياسية على الامور المعيشية فقط، وجاء تصريح رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عقب لقاء الرئيس المكلف نجيب ميقاتي امس في دارة الاخير في بيروت، بحيث قال: “بحثنا مع دولة الرئيس الامور العملانية مثل الكهرباء وترسيم الحدود والشؤون التربوية. اما الامور الكبرى فاتركها لغيري وهم يمسكون باللحظة  التاريخية. انا اهتم بالامور الصغرى بكل تواضع”.

ومن يراقب حركة “وليد بيك” الحالية بالكثير من الانتباه، يبدو له أنّه يطبخ تسوية ما رغم اعتماد سياسة الانكار، لا سيما انّهُ بدأها بإستمالة حزب الله، بعدما خاض مواجهات شرسة ضدّهُ في المرحلة الماضية، وحتى لو جرى التسليم بوجهة نظر منتقديه على تغييره مواقفه، فهو رأس حربة في أي استحقاق مُقبل – بالتعاون مع صديقه التاريخي الدائم، وشريكه في المطبخ السياسي رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، واليوم يطبخان سويّا مرحلة خروج عون من القصر.

وما يقوم به جنبلاط مع برّي هو ترتيب الظروف المؤاتية لإنتخاب رئيساً للجمهورية ويفترض انّ يكونا لهما الكلمة الفصل، وفي المعلومات، أنّ العمل جارٍ لوضع ضوابط وقواعد الاستحقاق، منعاً لأيّ تطبيع مع الشغور، لانّ هناك من يعد العدّة دستورياً ودراسات قانونية لم تهدأ، في مؤامرة كي لا تسمح  تسليم سلطته الى حكومة تصريف الاعمال يترأسها ميقاتي، فيما على ضفّة الفريق الثلاثي ايّ برّي ميقاتي وجنبلاط سيعقدون سلسلة مشاورات في القريب العاجل، ووضع “السبع البهارات” دستورياً لإستلام الحكومة المستقيلة كاملة الصلاحيات لحين انتهاء الشغور الرئاسي.