23-نوفمبر-2024

تُشكّل الزعامة السياسية في لبنان “موروثاً طبيعياً” عند كبار العائلات، وقليلٌ منهم مَن يَخرج عن هذه الثابتة ويُغرِّد خارج هذا الموروث، وهذا التوريث السياسي في مرحلة ما يُشكّل عبئاً على الوارث خصوصاً في جيل بات يتطَّلع نحو عصرنة العمل السياسي بعيداً عن الدائرة الضيّقة التي تكاد “تخنق” طموحات هؤلاء في التأسيس لعمل سياسي جديد يُواكب التطورات المتسارعة في زمنهم.

هذا التوصيف يَنطبق ببعض من جوانبه على علاقة “وريث” المختارة النائب تيمور جنبلاط مع والده رئيس الحزب التقدّمي الإشتراكي وليد جنبلاط، حيث تردد بعض المصادر الخاصة أن التناغم بين الرجلَين في أدنى مستوياته، وهو ما تنفيه مصادر “الاشتراكي” وتتحدث في المقابل عن بعض الاختلاف الذي لا يتعدى الجانب الطبيعي المرتبط بشخصية كل منهما.

وإذ تؤكد المصادر الخاصّة أن الإبن بات يتّخذ قرارات بعيدة نوعاً ما عن ثوابت الأب، وهو ما تُفسّره بأنّ “للابن وفريقه أجندة مختلفة عن والده”، فإن الاشتراكي يؤكد أن فريق العمل هو الكادر الحزبي الذي يتميز بالتجديد بشكل مستمر وسابق لبدء تيمور العمل السياسي.

المصادر الخاصة أوحت أن تسميّة كتلة اللقاء الديمقراطي للسفير نواف سلام لتشكيل الحكومة جاء بتوجه من تيمور، وتقول إنّ “جنبلاط الإبن لم يَشأ أنْ يستمرّ في تسليف رئيس مجلس النواب نبيه بري ودعمه، لا سيّما أن حركة أمل خاضت الإنتخابات الأخير في لوائح منافسة للإشتراكي في مختلف الدوائر”.

وكشف المصادر إلى أنّ “النائب تيمور بدأ يعمل على تكوين فريق من كل الميادين والحقول وهو من يَقوم بإختيارهم، مُتكئاً على مفهوم العصرنة في مقاربة العمل السياسي”.

وتنظر المصادر، إلى جنبلاط الإبن بعيدًا عن كوْنه “إبن البَيْك”، على أنّه “سياسي موزون يتمتّع بسرعة البديهة والنظرة الثاقبة إلى الأمور، عكس ما يروَّج على أنّه “طريّ العود” في العمل السياسي”.

لذلك فالسؤال المشروع المُرتبط بالإستحقاق المُقبل: “هل يُخالف جنبلاط الإبن، والده بحال قَبل بما يطلبه الرئيس نبيه برّي للتصويت في الإستحقاق الرئاسي لزعيم تيار المردة بإعتباره صديقًا لبرّي”.

في هذا الإطار، تؤكّد مصادر “الاشتراكي” أنّ “الإستحقاق الرئاسي” لم يُطرح على “بساط البحث” داخل الأروقة الضيّقة للحزب”، لكنّها تلفت إلى أنّ “جنبلاط الأب كان أعلن أنّه لَن يُقدِم على تسمية فرنجيّة لرئاسة الجمهوريّة”.