25-نوفمبر-2024

جاء في “أخبار اليوم”:

الطاقة وما يتفرّع عنها محور كل المباحثات الدولية، آخرها كانت القمة الخليجية بمشاركة الرئيس الأميركي جو بايدن. وتوازياً، تعيش القارة الأوروبية أزمة حقيقية نتيجة النقص في موارد الطاقة بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا وما ارتبط منها من خلل في الأمن الغذائي. أما في ما يتعلق بأزمات لبنان السياسية والاقتصادية، فلم يعد لبنان يتصدّر الأولويات الأوروبية إلا انطلاقاً من أزمة الطاقة. ويلخص مصدر متابع للشؤون الأوروبية اهتمامات القارة العجوز تجاه لبنان بالنقاط الآتية:

1- الادارة والاصلاحات هي الشاغل الأساسي الأوروبي، إذ يعلم الأوروبيون أن لا إدارة فعلية موجودة في لبنان، مما يعني ألا امكانية لتنفيذ الاصلاحات المنشودة.

2- ثمة استغراب حيال “المماطلة اللبنانية المتمادية” في عدم إقرار القوانين الضرورية المطلوبة لوضع الأطر لتنفيذ الإصلاحات.

3- نتيجة انغماسهم العميق والدقيق بالمشكلات اللبنانية و”الخزعبلات” السياسية”، يدرك الأوروبيون جيداً أنه مردّ هذه المماطلة الى “عدم الرغبة اللبنانية” في توقيع الاتفاق النهائي مع صندوق النقد الدولي، حيث ان الاجراءات والاصلاحات المالية المطلوبة كالتدقيق الجنائي الذي يفضي الى كشف حركة الأموال Capital Control، السرية المصرفية، اصلاح قطاع الكهرباء، السماح بالسير قدماً في التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، ستفتح جميعها الطريق نحو امكانية كشف المتورطين في جرائم السرقة والفساد في لبنان.

4- لنصل الى النقطة الأساس وهي الترسيم الحدودي الذي يعتبر مهماً جداً بالنسبة الى الأوروبيين، نظراً الى اهتمامهم بقطاع الطاقة. وفي اعتقادهم ان نجاح لبنان في هذا المجال سيفتح مجالات تعاون واسعة للبنان مع أوروبا، حيث لا تتوانى رئيسة المفوضية الأوروبية مثلاً عن زيارة الدول المنتجة للغاز والنفط (هي تقوم حالياً بزيارة إلى اذربيجان) بهدف اجراء مباحثات في كيفية توفير الطاقة للقارة العجوز، وذلك بعد زيارة سابقة لها الى شرق المتوسط، مستثنية لبنان، حيث ليس ما يقدمه بعد في هذا المجال.