18-مايو-2025

كتب بسام أبو زيد في وكالة “أخبار اليوم”:

في ظل الشلل والتراجع الذي تشهده البلاد قد تكون الانتخابات النيابية المقبلة الخطوة الوحيدة التي قد تساهم في إعادة وضع البلد على سكة الخلاص شرط أن تكون مشاركة المقترعين فيها واسعة جدا وأن يختار هؤلاء مرشحيهم بمعزل عن الخدمات الزبائنية والتعازي والتهاني والتبرعات للمراكز والمواقع الدينية، وأن لا يخافوا حتى من محاسبة من ينتمون لحزبهم، فالذهاب نحو الأفضل يجب أن يكون هو عنوان هذه الانتخابات وبوصلتها.

كثيرون في المقابل لا يريدون هذه الانتخابات لأنهم يخشون فقدان الكثير من المقاعد والتأثير والغطاء السياسي لا سيما أولئك الذين ذابوا في خيارات وتوجهات غير لبنانية مرفوضة من بيئتهم، فهؤلاء لن يتقبلوا أي خسارة، ولن يتقبلوا أن يفقدوا أكثرية كانوا يستخدمونها كذريعة من أجل السيطرة على الموقع الأول والمواقع الأخرى في هذه الطائفة أو تلك.

هؤلاء مع حلفائهم بالأسم فقط سيفعلون المستحيل كي لا تتم الانتخابات إن لم تكن نتائجها ستأتي وفق أهوائهم وهم على استعداد لرمي لبنان واللبنانيين في أتون أكثر اشتعالا ووضع في مواجهة مع ما تبقى من دول العالم الحرّ لتحويله ليس فقط إلى دولة فاشلة بل إلى دولة مارقة متمردة يريدونها أسوأ من فنزويلا واليمن وهذا هو حلمهم الذي لن يتوانوا عن تحقيقه ولو بالدم.

إن التصدي لهذا الاحتمال هو واجب ما بعده واجب وعلى جميع اللبنانيين أن يدركوا أهمية كل صوت في صندوقة الاقتراع فهي الوسيلة الوحيدة كي يعود لبنان حرا سيدا مستقلا حضاريا مزدهرا مستقرا وواحة للفرح والاستثمار، أو أن يبقى ساحة معركة وفوضى ودولة متخلفة رجعية يعيش ناسها في غياهب الظلام والظلاميين.

MTV