23-نوفمبر-2024

كتب محمد المدني في ليبانون ديبايت

يبدو أن حزب “القوات اللبنانية” ورغم فوزه الواضح في الإنتخابات النيابية بـ 19 نائبًا، سيبقى في خانة “المعارضة”، وذلك نتيجة إصرار رئيس “القوات” سمير جعجع على عدم المشاركة في حكومة “كلن يعني كلن”، أي حكومة الوحدة الوطنية التي لطالما كان مصيرها الفشل الذريع على عدة مستويات.

ليس مفهومًا كيف ل”القوات اللبنانية” أن تمنع الثنائي الشيعي “حزب الله” وحركة “أمل” من التواجد في الحكومة، لا سيّما أن الثنائي فاز بجميع المقاعد الشيعية الـ 27، ولا يمكن لأي حكومة أن تنال ثقة المجلس النيابي من دون “رضى” الثنائي الشيعي حصراً، لكن “القوات” لديها رأي مختلف في هذا الشأن، إذ تلفت مصادرها إلى أن الميثاقية مؤمّنة من خلال التمثيل، فالحكومة لن تكون خالية ممّا ينصّ عليه الدستور لجهة أن تتمثّل جميع الطوائف والمذاهب داخلها، لذلك سيكون هناك تمثيل مسيحي وشيعي وسني ودرزي وفقاً لمقتضيات الدستور وما ينصّ عليه.

وتشير إلى أن الميثاقية هي مسيحية إسلامية وليست ميثاقية ذات طبيعة مذهبية، لكن طبيعة الحكومة التي ستكون مؤلفة من جميع الطوائف اللبنانية ومهمتها إنقاذية، فهل المطلوب أن تتمثّل الأحزاب، وكما كانت تتمثّل باستمرار، وأن يبقى لبنان في عنق الزجاجة، أم المطلوب إنقاذ لبنان من الموت المحتّم؟

وتقول: “إذا كان المطلوب إخراج لبنان من الأزمة، علينا الذهاب إلى تأليف حكومة من طبيعة مختلفة عمّا كان عليه الأمر سابقًا، لأننا رأينا نتيجة الحكومات السابقة وما فعلته بالبلاد والعباد، لذلك علينا الذهاب باتجاه مقاربة مختلفة، أي حكومة اختصاصيين مستقلين أو حكومة من الأكثرية الجديدة التي أفرزتها الإنتخابات النيابية”.

بين وجهة نظر “القوات” ومن خلفها النواب المستقلين والتغييرين وبين رغبة “حزب الله” وحركة “أمل” فرق كبير، فالثنائي الشيعي ليس بوارد التفكير بحكومة اختصاصيين أو حكومة أكثرية، بل يريد حكومة وحدة وطنية مهما كلّف الأمر، خصوصًا أن جميع المعارك التي خاضها في أولى جلسات المجلس النيابي الجديد توّجت بالفوز.

وفق مصادر “ليبانون ديبايت”، إن الحزب يدعم طرح حكومة وحدة وطنية رغم اعتراض المعترضين، لكن تشكيل حكومة الأكثرية مهمة شبه مستحيلة ، باعتبار أن لا أكثريات واضحة في المجلس النيابي وإنما كتل وسطى مبعثرة، لذلك طريق التوافق هو أفضل وأقصر الطرق، إضافة إلى أن حكومة الوحدة الوطنية ضمان لعدم تدهور الأوضاع الاجتماعية والسياسية أكثر وليتحمل الجميع المسؤولية.

وتكشف المصادر، أن الثنائي الشيعي لا يمانع مشاركة ا”لقوات اللبنانية” تحت سقف حكومة واحدة، رغم كلّ الخلافات الحادة بين الطرفين وليس آخرها الأحداث التي شهدتها منطقة الطيونة وراح ضحيتها 7 ضحايا، لكن يبقى السؤال هل تتمسّك “القوات” بموقفها وتضع نفسها خارج “الحكم” إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولا؟