23-نوفمبر-2024

كل الاجواء الحكومية لا توحي بالايجابية، فالمماطلة هي السائدة في المفاوضات اليوم، وبالرغم من كل الضغوط التي يمارسها “حزب الله” على رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل لفكفكة العقد من اجل تعجيل تشكيل الحكومة، لا تزال العقد تخرج من عند باسيل ، ولا يزال الرئيس سعد الحريري يرفض العروض ولا يعطي اجوبة.
ينظر باسيل للحكومة العتيدة بأنها حكومة الاشهر المقبلة وهي التي ستملأ الفراغ الرئاسي في حال حصل، وهي التي ستشرف على الانتخابات النيابية والبلدية والتي ستدير الامور كحكومة تصريف اعمال بعد هذه الانتخابات، لانه سيتعذر اتمام تشكيل سريع لحكومة جديدة.

انطلاقا من هذه النظرة، يرغب باسيل بأن تكون له كلمة جدية داخل مجلس الوزراء وهذا لا يمكن تأمينه الا من خلال تعزيز حصته عددا ونوعا، واضعاف حصة خصومه المباشرين وغير المباشرين. هكذا تدار المفاوضات في دارة باسيل ، خصوصا وانه يعتبر غالبية المشاركين في الحكومة خصوما فعليين، من “المردة” الى “المستقبل”ف” الاشتراكي” و” حركة امل”.
كذلك، ففي داخل “التيار الوطني الحر” قناعة جدية بأنه رغم التحالف المتين مع “حزب الله” فإن الاخير لن يدخل في اشتباك وزاري وسياسي كبير مع حركة امل، وبالتالي لن يكون سندا حقيقيا ل”التيار” داخل الحكومة، وهذا يعني انه لا يمكنه الاعتماد عليه في مثل هذه القضايا.

هكذا يصبح تقديم التنازلات الحكومية صعبا على باسيل، وهو، وبحسب قيادي عوني، يجب عليه بالتوازي مع تسهيل التشكيل، الحصول على ضمانات سياسية من “حزب الله” ان لا تشكل حركة “امل” جبهة سياسية ضده داخل الحكومة وان لا تعرقل له مشاريعه واقتراحاته.

لم يؤكد القيادي ما اذا كان باسيل طلب فعلا ضمانات ام لا، لكنه يعتبر ان خسارة الثلث المعطل من دون الحصول على وزارات اساسية، مثل الداخلية او المالية، يتطلب تأمين دعم سياسي من حليف قوي قادر على تأمين غطاء جدي في الحكومة.

ويذكر القيادي بتغريدة للوزير باسيل توجه فيها للحريري بالقول، “طريق الرجعة رح تكون اطول واصعب عليك”، معتبراً ان “على الحريري ان كان يريد فعلا تشكيل الحكومة ان يخوض مفاوضات طويلة وجدية تغوص تفاصيل التشكيل وعمل الحكومة”، معتبرا” ان تقديم التنازلات اذا ما تم اليوم سيجعل الحريري يستسهل الاستقالة في اي لحظة والعودة الى الحكومة رئيسا متى يشاء”.

Lebanon 24