21-مايو-2024

كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:

لا يزال باب الداخل اللبناني مقفلاً، والمشهد محتقناً بكلّ أسباب وعناصر الشحن، ولا يزال الحديث عن العقوبات التأديبية لمعطّلي حكومة المبادرة الفرنسيّة في واجهة المشهد السياسي، بعد الفشل الذي أحاط بالملف الحكومي، والذي امتدّ من باريس، عاصمة المبادرة الفرنسيّة، إلى بيروت، عاصمة التباينات السياسيّة.

وفي تداعياتٍ خطيرة للغاية كانت نافذتها جنوب لبنان، تحديداً من قرية “القليلة”، حيث أطلقت ٣ صواريخ مجهولة المصدر على شمال اسرائيل أمس الخميس، وسط استمرار الأخيرة في حملة قصف مكثفة ضد قطاع غزة.

 

استراتيجية حزب الله الغامة

وفي هذا السياق، تقول مصادر امنية مراقبة لمجرى الاحداث : “انّ التصعيد في الجنوب يؤكد حصول تطورات من الجانب اللبناني وليس من الجانب الإسرائيلي فحسب، وهو الأمر الذي ترجمه ارتباك داخلي، وُجِد صداه في صمت مطبق بالنسبة إلى مراقبين سياسيين .

وترى المصادر، عبر وكالة “أخبار اليوم” انّ هذه التطورات تعكس إستراتيجية حزب الله المتمثلة في نهج الغموض، وعدم الإدلاء بأي تصريحات تفصيلية عن أنشطته العسكرية خاصةً ضد العدو الإسرائيلي”.

وتشير المصادر الامنية عينها الى “انّ الجانب الإسرائيلي مرتبك ومأزوم حالياً، ولا يريد فتح معركة مع حزب الله، وفي هذا التوقيت الذي يواجه فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ثلاث أزمات، الأولى معاركه الطاحنة مع الفلسطينيين في غزة، والثانية سياسية، تتمثل في الانقسامات الحادة في ائتلافه الوزاري الحاكم، إضافة الى المطالبة باستقالته، أما الثالثة فشخصية، تنعكس في الملاحقات القانونية التي تطارده بسبب فساده المالي”.

 

الوقوع في الفخّ

ومن جهتها تتحدث اوساط سياسية مقربة من حزب الله عبر “اخبار اليوم”، “انّ الحزب لنّ يقع في هذا الفخ الذي يُعمد الى إستدراجه وتوريطه بالاسلوب الرخيص الذي حصل بالأمس (لجهة اطلاق صواريخ على فلسطين المحتلة).

وتؤكد الاوساط انّ حزب الله ليس في وارد فتح اي جبهة، وهو حريص كل الحرص على المواطنين اللبنانيين وبيئته، حيث  يواجه لبنان أعتى الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وبالتالي فانّ اي انفجار قد يؤدي إلى خسارة مكتسبات كثيرة، وبالنسبة الى الحزب فان الحرب النفسية أكبر من تلك الواقعية”.

 

عاصفة عقوبات ونيران الاحتلال

الى ذلك، تعتبر  مصادر سياسية معارضة “انّ الوضع اليوم بات اشّد خطورة، والحاجة ملحّة الى وقف تعنتّ السياسيين ومكابرتهم، اذ يجب التصدّي الى خطورة المسلك الذي يسلكونه في اللعب بين القبور، فهما امام عاصفة عقوبات ونيران الاحتلال.” وتلفت الى”انّ اي هفوة او انزلاق سيكلف لبنان ثمنا باهظاً، يتحمل تبعاته مباشرةً رئيس الجمهورية العماد عون، والرئيس المكلف سعد الحريري”.

وردا على سؤال، وتشير المصادر المعارضة عينها إلى “انّ العقوبات الأوروبية على المسؤولين اللبنانيين تدبير في غاية الضرورة والأهمية، في حقّ هؤلاء الذين يُعطّلون مسيرة الخروج من الأزمة القاتلة التي نعيشها”، ولها أنّ تفرض مجموعة واسعة  من الإجراءات التقييدية، تشمل العقوبات الدبلوماسية كقطع العلاقات، وتعليق الزيارات الرسمية، أوعقوبات تجارية عامة، أو قيود الدخول كمنع السفر، وعقوبات مالية كتجميد الأموال، وغيرها”.

وتختم المصادر مذكرة انه سبق للإتحاد انّ اتخذ عقوبات شبيهة بالتي يبحث بإمكانية فرضها على مسؤولين لبنانيين”.