جاء في “الأخبار”:
قلت مصادر مطلعة في موسكو عن مسؤولين في وزارة الخارجية الروسية «قلق موسكو وانزعاجها» من التأخير في تأليف الحكومة اللبنانية، مشيرة الى أن «الأطراف السياسيين اللبنانيين غير آبهين بالتدهور الخطير للأوضاع السياسية والاقتصادية والمعيشية التي تزداد سوءاً في لبنان». وقالت إن المسؤولين الروس أبلغوا زوار موسكو من المسؤولين اللبنانيين، أخيراً، «ضرورة التخلي عن الشروط والشروط المضادة التي تؤخر عملية التأليف».
الى ذلك، تلقت جهات رسمية في بيروت معلومات عن فحوى محادثات نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في فرنسا، في 26 نيسان الماضي و27 منه، مع عدد من المسؤولين الفرنسيين، أبرزهم مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون شمال أفريقيا والشرق الأوسط باتريك دوريل. وأشارت المعلومات الى اتفاق فرنسي – روسي على ضرورة إبلاغ كل الأطراف اللبنانيين أهمية «تأليف حكومة قادرة من اختصاصيين برئاسة سعد الحريري في أقرب وقت ممكن، لا يوجد فيها ثلث معطل لأي طرف سياسي». وطلب بوغدانوف من باريس الضغط على حلفائها في بيروت، ولا سيما الحريري، وإقناعه بأهمية الحوار بينه وبين الأطراف السياسيين كافة لتذليل العقبات، مؤكداً عدم جواز اللجوء الى سياسة العزل أو الاستبعاد لأي مكوّن، ما ينعكس سلباً على الجهود الهادفة إلى إيجاد حلول.
ونُقل عن بوغدانوف «خشية روسيا وقلقها من تدهور الأوضاع، خصوصاً الاقتصادية والمعيشية، ما قد يؤدي الى عدم استقرار أمني في لبنان، وهو أمر بالغ الخطورة، مع الأخذ في الاعتبار الأوضاع الملتهبة في عدد من دول المنطقة، و لا سيما سوريا».
وعن إمكان زيارته لبيروت قريباً، أعرب بوغدانوف، الذي يشغل منصب مبعوث الرئيس فلاديمير بوتين الخاص إلى الشرق الأوسط وأفريقيا، عن استعداده للقيام بزيارة كهذه «بعد تأليف الحكومة، أو على الأقل بعد اتفاق الأطراف المعنيين على عملية التأليف».