21-مايو-2024

لا يمكن حصر زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى الفاتيكان الاسبوع المقبل في الإطار الوجداني، على أهميته، فمكانة
لبنان لدى الكرسي الرسولي معروفة عالميا على إعتباره “رسالة” ونموذجا للتآخي الإنساني ينبغي الحفاظ عليه في جولات العنف الطائفي ، لكن في ظل الازمة الخانقة تأتي الزيارة استثنائية وتحمل مدلولات ينبغي التوقف عندها.

تفيد معطيات ديبلوماسية عن متابعة قداسة الحبر الاعظم البابا فرنسيس للوضع اللبناني بصورة دقيقة وقلقه الشديد من مندرجات الازمات الخانقة خصوصا الهجرة المتصاعدة التي وصلت لمعدلات خيالية في الاونة الاخيرة والتي قد تهدد الصيغة الفريدة في هذا الشرق. كما تشير معلومات بأن المستجدات اللبنانية تحضر تلقائيا عند كل لقاء بابوي و في كل اتصال فضلا عن الصلاة على نية خلاص هذا الوطن وشعبه.
كما تؤكد معلومات أخرى، بأن البابا فرنسيس لا يدخر جهدا من أجل مساعدة لبنان ما جعل دوائر الفاتيكان مؤخرا تستنفر علاقاتها الديبلوماسية وتكثف الاتصالات مع فرنسا والولايات المتحدة وأطراف أخرى في إطار حض الجميع على تأمين حاضنة دولية تساعد على حماية لبنان من المخاطر المحدقة التي باتت تهدد كيانه وصيغته الفريدة.
من هنا، تبدو الامآل معلقة على اللقاء الذي سيجمع رأس الكنيسة الكاثوليكية مع الرئيس الكاثوليكي للولايات المتحدة الأميركية ، حيث من المرجح ان يحضر لبنان على جدول اللقاء هذا فضلا عن اكتساب التحرك الباباوي ثقلا لا يستهان به على الساحة الدولية ينبغي الاستفادة منه في ظل الظروف العصيبة.
انطلاقا من ذلك ، تكتسب زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ابعادا استثنائية من شأنها وقف الانسداد السياسي و العمل على وضع قطار الحلول على السكة، بالإضافة إلى معالجة ترميم علاقات لبنان مع محيطه العربي ، و هذا الأمر يستلزم عوامل مساعدة للتخلص من الدوران في الحلقة المفرغة التي ستؤدي إلى كوارث حقيقية ينبغي تداركها.
لذلك ، تسود أجواء ترقب شديد في بيروت لنقاشات الرئيس ميقاتي في روما منتصف الاسبوع المقبل، فيما لفت قول مرجع سياسي كبير بأنه سيعمد إلى انتهاز فرصة الاحتفال بعيد الاستقلال للعمل على حلحلة أزمة الحكومة بالتزامن مع توجه ميقاتي إلى روما ، ما من شأنه تأمين تقاطع بين جهود الداخل وارادة الخارج يسمح بإعادة ترتيب الوضع اللبناني بأقل الخسائر الممكنة.

المصدر: “لبنان 24”