05-ديسمبر-2024

كتبت رمال جوني في “نداء الوطن”: 

حتى الأمس كانت بلدة تولين بعيدة عن خطوط المواجهة، كانت قبلة النازحين من القرى الحدودية، فهي، وفقاً لرئيس بلديتها مالك عوالي استقبلت 100 عائلة نازحة، وفتحت لها منازلها، غير أنّها صارت في مرمى الاستهداف، ولو أنّها كانت تُعدّ من قرى الخطوط الخلفية.

عند مدخلها الرئيسي وقعت الغارة الإسرائيلية أمام سوبرماركت ما أدى إلى جرح اثنين بسبب تطاير الزجاج. يقول رئيس البلدية إنّ تولين «ما زالت بعيدة عن خطوط المواجهة، وأنّ ما حصل هو رسالة موجّهة من العدو، الذي يغامر أكثر».

في حرب تموز 2006 نالت البلدة نصيبها من القصف والتهجير فهي تقع على تخوم وادي السلوقي – الحجير الذي شهد مجزرة الدبابات الإسرائيلية.

فضّل كُثر من قرى بنت جبيل النزوح نحو قرى الجوار الآمنة، ليبقوا على تماس مع قراهم، إذ تعجّ قرى: تبنين، شقرا، مجدل سلم وخربة سلم بالنازحين. فتحت تولين منازلها ومنعت فكرة «الإيجار»، لذلك قال عوالي إنّ تولين «مضيافة وتستقبل أهلها».

بالطبع تأثرت البلدة بالحرب على تخومها، وهذا ما يؤكده عوالي، ليستدرك أنّ النازحين حركوا الدورة الاقتصادية في البلدة، ولو بحدّها الأدنى.

إلى جانب الـ100 عائلة لبنانية، تستضيف تولين 150 عائلة سورية، تسبب أزمة مياه وتراكم نفايات، لكنه يستدرك «أن هؤلاء يحركون ولو قليلاً الدورة الاقتصادية في البلدة التي تعتمد في اقتصادها بشكل أساسي على زراعة التبغ والزيتون وبعض الأشجار المثمرة».

يقرّ عوالي بشحّ المساعدات من الدولة، بل يقول إنها «معدومة»، غير أنه يبذل جهوداً مضاعفة لتوفير الدعم للنازحين «فمن غير المقبول أن نتركهم في هذه الظروف، ونتخلى عنهم». وهو يسعى «لدى الجمعيات الأجنبية ليؤمن بعض المساعدة سواء من فرش وأغطية أو حصص غذائية، فالنازح يعاني وضعاً اقتصادياً صعباً، ومعظم هؤلاء يعتمدون على «اليومية» في حياتهم، وبالكاد كانوا يوفرون حاجياتهم، فكيف اليوم».

تمكّن عوالي من تأمين فرش وأغطية عبر جمعية «شيلد» واتحاد بلديات بنت جبيل، وحصص غذائية عبر مجلس الجنوب، وبحسبه فإنّه رفع ملفاً بالأدوية المزمنة إلى مكتب الخدمات في قوات الطوارئ الدولية، وما زال ينتظر الجواب منهم.

ما يخشاه هو توسّع رقعة الحرب أكثر، غير أنه يعود ويؤكد أننا جزء من هذا الواقع، نواجه عدواً غاشماً يعمل على تدمير القرى الحدودية وتحويلها أرضاً محروقة على غرار ما يفعله في غزة.

لا يستبعد سعي العدو عبر استهدافاته المباشرة للحدود إلى تهجير الناس من القرى لتحويلها منطقة عازلة، غير أنه يؤكد أنّ هذا الأمر لن يتحقق على الإطلاق فالناس تتمسك بأرضها ولن تتخلى عنها.

يبدو أنّ المعركة تتوسع بشكل تصاعدي وتأخذ منحى حرب مفتوحة يوماً بعد آخر، ويظهر ذلك من خلال الغارات المكثفة للعدو، والتي لم تعد محصورة بقرى المواجهة، بل تدخل في عمق الجنوب، وما حصل في تولين لا يعدو كونه بداية التوسع، خاصة أنه لم يستهدف مركزاً عسكرياً، بل منطقة مدنية مفتوحة.