10-مايو-2024

كتبت هبة كريم

يبدو أن كثافة الأخبار والتحليلات المتعلقة بأوضاع الرئيس سعد الحريري، المالية خصوصاً، لا تخرج عن أجواء الشحن الموجودة في لبنان والمنطقة.
ففي وقت ينشغل فيه الرأي العام اللبناني والعربي والإقليمي، والعالمي حتى، بأحداث غزة والإبادة الحاصلة هناك، كما وإمكانية خروج التطورات وامتدادها إلى ابعد من حدود القطاع، نجد بوتيرة مستغربة، عدداً من الأخبار والتسريبات المنشورة في أكثر من موقع وصحيفة، علماً ان معظمها من نفس الخط السياسي، تتناول اوضاع الرئيس الحريري، مضيئةً على حركة إدارية ومالية داخل فريق العمل الشخصي لرئيس “تيار المستقبل”.

وخلافاً لكل ما قيل وما كتب، فإن المعطيات الأكيدة تثبت أن ما جرى هو نوع من إعادة الترتيب الداخلي لفريق عمل الرئيس الحريري.
وبالتالي، فإن عملية الإستغناء عن أشخاص والإبقاء على آخرين، إنما هي ضمن استراتيجية تتوافق والظروف الحالية لناحية حجم المهام المطلوبة اليوم، تطبيقاً لقرار الحريري بتعليق العمل السياسي.

وعليه، فإن الأمر الحاصل لا يتعلق بعجز مالي بل هو نوع من إعادة الترتيب الإداري السويّ لفريق العمل.
وفي هذا السياق، سرت معلومات عن بيع المقر الرئيسي لتيار “المستقبل” الواقع في محلة سبيرز-القنطاري، ودائماً ضمن حملة المغالطات، بل التجني، بحق الرئيس سعد الحريري، والحديث عن إخفاقات مالية، في حين أن الامور العقارية لآل الحريري ما زالت كما هي، أي منذ أن تم تقاسمها حبياً بين ورثة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولم يتغير شيئ فيها، ومنها العقارات حيث مقر “التيار”، فما زال الحال على ما هو عليه.

أما حركة البيع والشراء التي حصلت في عقارات بجوار المقر في سبيرز، إنما هي تعود لمصرف تجاري، ولا تتعلق لا بملكية الرئيس الحريري ولا بتيار “المستقبل”.

واضح إزاء ما يحصل، بأن الرئيس سعد الحريري، ووفق المحيطين به، خصوصاً الشخصيات الثلاث الذين يزورونه دورياً، بشكل منفصل، جزموا بأن الرجل لن يرد على كل ما يقال عنه، لا في السياسة ولا في المال، لأنه لن ينجر الى هذه المهاترات، كما أسماها، ولن يعطي حجماً ولا قيمة، لمن لا حجم له ولا قيمة.
يبقى أن الحملة على الرئيس الحريري، لم تهدأ، سواء كان في السلطة أم خارجها، أم مُعلِّقاً للعمل السياسي، وهي حملة تدين نفسها بنفسها، سواء بالإفتراءات أو الفبركات، أو بالتوقيت المشبوه لنشرها.
ولا يمكن، منطقياً وواقعياً، فصل ما يحصل في لبنان والمنطقة من استهداف لرموز الخط الممانع لخط الممانعة، وخصوصاً الرموز السُنّية منها، وهذا أمر واضح وضوح الشمس منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري حتى اليوم، عن الحملة المستمرة على الرئيس سعد الحريري، والتي هي جزء من هذا الاستهداف.
وهو استهداف يطال عروبة لبنان، بالدرجة الأولى، ومنع قيام الدولة القوية المستقلة بمؤسساتها الدستورية الشرعية، المدنية والعسكرية، ثانياً.

المصدر lebtalks