22-نوفمبر-2024

كتبت رينه أبي نادر في موقع mtv:  

لبنان إلى المجهول، والتّحذيرات الدّوليّة، جرّاء ما يحصل في المناطق الحدوديّة الجنوبيّة تشير إلى أنّنا دخلنا مرحلة الحرب، حتّى لو لم يُعلن عن ذلك رسميّاً، ولو لم تكن شاملة. وتأثّرت القطاعات كافّة بما يجري، وكما يقول المثل “راحت السّكرة وإجت الفكرة”، فبعد صيف مزدهر للقطاع السّياحيّ، جاءت التّطوّرات الأخيرة لتنعكس سلباً على المطاعم والمقاهي والملاهي. 

يُشير رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري في لبنان طوني الرّامي إلى نوعَين من الحروب: الباردة والساخنة، واليوم، نعيش الحرب الباردة التي تُشكّل استنزافاً يوميّاً للقطاع السّياحيّ الذي يتكبّد كلفة تشغيليّة يوميّة من طاقة وتشغيل للمؤسّسة. 

ويُضيف، في حديث لموقع mtv: “في الـlow season، يتراجع العمل حوالى 50 في المئة، إذ لا سياحة مستدامة في لبنان، أمّا اليوم، فإنّنا نشهد هبوطاً دراماتيكيّاً في المبيعات يصل إلى حوالى 90 في المئة، وهذا الأمر يشمل المطاعم والمقاهي والملاهي والفنادق وبيوت الضّيافة وشركات السّياحة والسّفر، أي أنّ المؤسّسات تتكبّد خسائر يوميّة، والرّبح في 60 يوماً خلال الصّيف، سندفع ثمنه خلال شهر واحد من هذه الحرب الباردة”. 

ويشرح الرّامي، أنّه “كلّما طال أمد الحرب الباردة، كلّما شهدنا إقفالاً دراماتيكيّاً للمؤسّسات وهذا ما يُعتبر مصيبة كبيرة، لكن في حال انتهت خلال شهر أو شهرين فيمكن للمؤسّسات النّهوض مجدّداً ودخول موسم الأعياد وتعويض الخسائر”. 

ويُتابع: “أمّا في حال دخل لبنان الحرب السّاخنة، فهي ستؤدّي إلى تدمير البنى التحتيّة السّياحيّة بكاملها، ما يعني أنّ البلد سيصبح كليًّا خارج الخارطة السّياحيّة، حتّى الاغترابيّة منها، وهذه الحرب بالتّحديد، لا يمكن النّهوض منها إلى أبد الآبدين، فهي ستقضي على لبنان بشكل كلّيّ، إذ لن نكون وجهة سياحيّة في عيد الميلاد للمغتربين في حال تعرُّض المطار والمرافئ لأيّ ضرر”. 

ويرى الرّامي أنّ “الحرب السّاخنة هي حرب الآخرين على أرضنا”، مضيفاً: “نحن متعاطفون إنسانيّاً مع القضيّة الفلسطينيّة لكنّها قضيّة الأمّة ككلّ وليست قضيّة لبنان فقط”. 

ويوضح أنّنا “نشهد هجرة كبيرة للكوادر البشريّة مجدّداً، فبعد إعادتها من الخليج ودولرة المعاشات، ومع تدهور الوضع الأمنيّ، قرّر عدد كبير من الموظّفين الهجرة”. 

ويقول الرّامي: “الرّوّاد الذي نراهم في المطاعم، يلجأون إليها خلال فترة الظّهر لتناول وجبة غداء أو طبق يوميّ، لكنّنا، في المقابل، لا نرى مجموعات تتوجّه إلى المطاعم لتمضية الوقت كما كان يحصل”، أي بمعنى آخر، “جلسات ما في”، مشدّداً على أنّ “المطاعم وبيوت الضّيافة والفنادق في مختلف المناطق تأثّرت بالوضع المتدهور”. 

ماذا عن حركة الملاهي؟ يؤكّد الرّامي أنّ “السّهر معدوم نهائيّاً إذ يلعب العامل النّفسيّ دوراً أسياسيّاً، فمن يسهر في هذه الظّروف يكون انتحاريّاً”. 

إذاً، يبدو أنّ القطاع السّياحيّ انتقل من محاولة النّمو إلى اقتصاد الحرب، ونحن اليوم في صلبها، والوضع كارثيّ والحرب النّفسيّة سيّئة، والواقع مؤلم جدّاً على مختلف المؤسّسات السّياحيّة من دون استثناء، وفق الرّامي. 

لا شكّ أنّ تراكم الأزمات أنهكَ القطاع السّياحيّ، خصوصاً المطاعم والملاهي اللّيليّة، لكنّها نجحت، رغم ذلك، خلال فصل الصّيف، وأثبتت وجودها من دون دولة ومن دون دعم، ما أعطى أملاً للّبنانيين والعالم، على أمل ألا تطول فترة الحرب، ونخرج منها سالمين.