كتب ميشال نصر في “الديار”:
لم يكن ينقص المشهد اللبناني، ضعضعة سوى “طوفان الاقصى” الفلسطيني الذي تقدم النشاط السياسي المحلي، كما الاقليمي والدولي، في ظل خلط الاوراق غير المتوقع عشية تطورات لافتة في المنطقة والعالم من ناغورني قرهباخ الى اوكرانيا، مرورا بازمة الهجرة العالمية، وحصة لبنان منها من نزوح سوري، لن يبقى بمنأى عما حصل في فلسطين، وسط المخاوف من تحول لبنان من جديد الى ساحة لتصفية الحسابات، في ظل اوضاع كارثية يعاني منها على كافة المستويات افقدته الكثير من المنعة الداخلية، التي تمتع بها في محطات مماثلة سابقة.
ففيما يلف الغليان السوري الشارع المسيحي، باشكالاته المتنقلة بين شارع واخر، وسط زنار فوضى خلاقة تلف لبنان من شماله الى جنوبه، لا يقيه منها “الا بركة الله”، انفجر الوضع في الاراضي المحتلة مع اطلاق حركة حماس عملية “طوفان الاقصى” النوعية التي باغتت الاسرائيليين وألحقت في بشرهم وجيشهم وحجرهم ، خسائرَ فادحة معنوية ومادية وبشرية، دافعة السلطات الى موقع الدفاع والى اعلان حال الطوارئ.
مصادر واسعة الاطلاع اكدت ان اتصالات جرت مع الجهات الفلسطينية المعنية في لبنان، وفي مقدمتها حركة حماس على اعلى المستويات، من اجل ضمان تحييد الساحة اللبنانية وابقاء الحدود الجنوبية مستقرة بعيدا عن اي تصعيد.
من جهة اخرى، علم ان الاجهزة الامنية والعسكرية اللبنانية وضعت في حال “تاهب” حيث فعلت من اجراءاتها ودورياتها، تحسبا للجوء “عناصر غير منضبطة” الى اطلاق صواريخ باتجاه الاراضي المحتلة، على ما درجت العادة، خصوصا ان الفترة الماصية شهدت احباط اكثر من عملية مشابهة بقيت تفاصيلها بعيدة عن الاعلام.