23-نوفمبر-2024

كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:

هجومٌ طبّي ودوائي صوب سوريا! ففي وقتٍ يتوجّه فيه اللبنانيّون بأعدادٍ كبيرة الى سوريا لإجراء عمليات جراحيّة على أنواعها وإجراءات تجميليّة مُختلفة، بات البلد الجار مقصد الباحثين عن أدوية رخيصة أيضاً.

أكياسٌ وحقائب مُحمّلة بالأدوية هي غلّة اللبنانيّين بعد رحلات قصيرة الى سوريا، وصيادلة سوريّون يعطون أدوية بأسماء “غريبة عجيبة” لمرضى لبنانيّين بدلاً عن أدوية ووصفات إمّا لا يجدونها في لبنان، أو أسعارها خياليّة. فما رأي المعنيّين بهذه الظاهرة؟

يؤّكد نقيب الصيادلة جو سلّوم أنه “يهمّنا أن يحصل المريض على الدّواء، ولكنّ الأهم هو أن يحصل على الدواء الجيّد والمُفيد”، لافتاً، في حديث مع موقع mtv، الى أنه “لسنا ضدّ الأدوية من كلّ بلدان العالم، ولكن يجب أن تكون هذه الأدوية مُسجّلة في لبنان وأن تدخل بطريقة شرعيّة بعد التأكد من أنها تستوفي كلّ الشروط اللازمة وخصوصاً لناحية النوعيّة والتركيبة والجودة”.

ويُضيف سلّوم في معرض حديثه عن الأدوية السورية: “لا نعرف نوعيّتها وجودتها، وقد تكون محفوظة بطريقة غير سليمة خصوصاً تلك التي يحملها اللبنانيّون لساعات طويلة ما يؤثّر على سلامة المرضى الذين سيحصلون عليها”، مشدّداً على ضرورة حماية صحّة المواطن اللبناني.

ويُشير سلّوم الى أنّ “ظاهرة الصيدليات السورية والصيدليات غير الشرعية بالإضافة الى السوريين الذين يتاجرون بالدواء وبصحّة المواطن تؤكّد وجود تفلّت كامل في هذا القطاع، والأمن الصحي للمواطن بات مهدّداً”، محمّلاً المسؤولية بشكل مباشر للدّولة التي “عليها تأمين الدواء الجيّد لكلّ المواطنين”.

ولكن لمَ الأدوية المصنّعة في سوريا أرخص من تلك المصنوعة محلياً؟ يُجيب سلّوم: “يستورد لبنان المواد الأوليّة لصنع الدواء من الخارج وهي لم تعد مدعومة، فضلاً عن أنّ فاتورة الصناعة أصبحت مرتفعة في غياب أي تحفيزات أو تسهيلات للمصانع المحلية من الدّولة، والمطلوب سياسة دوائية متكاملة لدعم المريض والدواء اللبناني”.

سوريا التي يعتبرها البعض، في السياسة والاقتصاد والأمن، داءً للبنان، باتت اليوم الداء والدواء والمستشفى معاً لسبب واحدٍ… الأسعار الرخيصة! فهل تضع الدولة حدّاً للنزوح الطبي والدوائي الجديد؟