20-أبريل-2024

داخل فرنه الصغير في أحد شوارع منطقة رأس بيروت، يتحسّر أبو شادي على “بركة” باتت مفقودة، بعدما تضاعف ثمن المنقوشة خمس مرات على وقع انهيار اقتصادي غير مسبوق لم يستثن وجبة الفطور المفضلة عند اللبنانيين.

أمام الفرن، أو “بيت النار” كما يسميه، يهندس أبو شادي (54 عاماً) مناقيش الزعتر والجبنة، ويتفنّن في نثر السبانخ الخضراء ورشّ الحرّ عليها، في إضافة تميّزه عن سواه من الأفران وتجذب زبائن من مناطق أخرى، على حد قوله.

ويقول الرجل وهو يرتدي ثياباً رياضية مع قبعة سوداء: “منذ العام 1987 وأنا على هذه الحال في هذا الفرن، بالبركة والخيرات، لكن اليوم ذهبت البركة وذهبت الخيرات”، مُضيفاً: “المنقوشة هي بمثابة الأم والأب للشعب اللبناني، هي “أكل عيش” الغني والفقير”.

لكن على وقع الانهيار الاقتصادي الذي يرزح تحته لبنان منذ خريف 2019، والمترافق مع شحّ في السيولة وارتفاع جنوني في الأسعار، تراجعت قدرة اللبنانيين الشرائية وخسر عشرات الآلاف وظائفهم أو جزءاً من مداخيلهم، وباتت سلع ومنتجات عدة من الكماليات، المنقوشة من بينها بالنسبة لكثيرين.

ويقول أبو شادي: “للأسف في هذا الوقت، لم يعد الفقير قادراً على أكل المنقوشة”، شارحاً أنّه “كان ثمن منقوشة الزعتر بين ألف و1500 ليرة أي ما يعادل دولار، وباتت اليوم خمسة آلاف، لكنها لا تعادل نصف دولار”، بينما يصل سعر أصناف أخرى الى عشرة و15 ألف.

ويشهد لبنان أزمة اقتصادية ومالية غير مسبوقة، تراجع معها سعر صرف الليرة اللبنانية مقابل الدولار من 1500 الى حوالي 12 ألف في السوق السوداء.

MTV