كتبت جيسيكا حبشي في موقع mtv:
تزدحمُ مُختلف المناطق اللبنانيّة بالسيّاح والمُغتربين واللبنانيّين المُقيمين الذين اختاروا لبنان للاستمتاع بصيفهم، فحملوا معهم نفحات من الفرح والحياة الى المدن والقرى والى كلّ نقطة وبقعة سياحيّة على مساحة الوطن.
إلاّ أنه للسياحة الدينيّة أهميّة كبرى في بلدنا، فكما يُخطّط السائح والزائر للسّهر والرّقص وارتياد المطاعم وزيارة المواقع الأثريّة والتاريخيّة، يحرصُ أيضاً على زيارة عددٍ من الأديرة والمزارات الدينيّة قد يكون أبرزها وأشهرها مزار سيّدة لبنان في حريصا، المحطّة الدائمة في كلّ رحلة الى لبنان.
ومن الموقع الديني الأشهر للعذراء مريم مُفاجأة هذا الصّيف بحسب رئيس مزار سيّدة لبنان الأب فادي تابت الذي كشف لموقع mtv أنّ “نسبة زوّار المزار هذا العام كبيرة جدّاً وقياسيّة مُقارنة بالسنوات الأخيرة الماضية، والرّقم الأكبر سُجِّل في شهر أيّار الذي هو شهر العذراء مريم، بالإضافة الى شهر آب الذي يُصادف فيه عيد انتقال السيّدة العذراء، والعينُ أيضاً على شهر أيلول وخصوصاً في الثامن منه الذي هو عيد ميلاد مريم”، لافتاً الى أنّ “زوّار المزار هم من مُختلف الجنسيّات والأديان، والموقعُ هو واحةُ تأمّلٍ وصلاة للجميع، لذلك نقول لكلّ من يرغب بزيارته أهلاً وسهلاً بكَ”.
ويُضيف الأب تابت: “الأهم هو الالتزام من قبل الزوّار بالهدوء واحترام هذا الموقع الديني لأنه مكانٌ للعبادة أولاً، ونحرصُ دائماً على الحفاظ على أجواء الصلاة والخشوع فيه، لذا نبثُ موسيقى خاصّة بالتأمّل، وهناك تواجدٌ دائمٌ لعناصر الأمن، واللافت هو العدد الكبير للشباب والشابات في المزار”، مُشيراً الى أنّ “التّحضيرات كبيرة لليلة عيد الصليب في 13 أيلول حيث سيُقام قدّاسٌ في تمام الساعة السادسة مساءً، يليه تطوافٌ لصليب بعلوّ 7 أمتارٍ، والختامُ مع بركة العيد حيث سيوزَّع القمح على الجميع”.
تفتحُ سيدة لبنان من عليائها يديها للجميع وتوزّع بركتها على كلّ طالب نعمة من أيّ مكانٍ أتى، وتظاهرةُ الصلاة والتأمّل في حريصا أكبرُ دليل على أنّ لبنان هو أرض الإيمان بالفعل، أمّا المشهد من فوق فيختصرُ الكثير من الكلام… كلُّ شيء يصغر أمام عظمة السّماء!