كتبت أنديرا مطر في “القبس الكويتية”:
بين عودة مرتقبة للمبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان إلى بيروت، مطلع الأسبوع، ومصير حاكمية مصرف لبنان وتردداتها على سعر صرف الليرة، فإن أكثر ما يشغل اللبنانيين هو الاستحقاق النقدي والمالي، بانتظار ما سيقرره نواب حاكم مصرف لبنان الأربعة، وذلك قبل أيام من انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة.
وفيما برزت بعض المعطيات عن رغبة قوى لبنانية، وعلى رأسها رئيسا البرلمان نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي، بالتمديد لسلامة لبضعة أشهر، أو بمطالبته بالاستمرار في تسيير أعمال المرفق العام، بات من شبه المؤكد أن النواب الأربعة يتجهون إلى الاستقالة من مناصبهم، لعدم قدرة البرلمان على الاستجابة لمطالبهم، لكنهم سيستمرون في تسيير الأعمال. مع العلم أن سلامة ستكون له إطلالة تلفزيونية الأربعاء، قد تكون “جردة لولاياته الست في مصرف لبنان”.
لودريان وبحث عن قواسم
في المقابل، يترقب لبنان عودة المبعوث الرئاسي الفرنسي الى بيروت، بعد ان يكون قد قدم للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ولوزيرة الخارجية كاترين كولونا تقريره حول محصلة مباحثاته مع القوى اللبنانية، بالإضافة الى نتائج لقاءاته مع الجهات العربية والدولية في الاجتماع الخماسي في الدوحة.
وأشارت مصادر فرنسية إلى أن لودريان سيحمل هذه المرة مسعى من أجل إرساء توافق لبناني وفق مواصفات اللجنة الخماسية، انطلاقًا من ايجاد قواسم مشتركة بين الثنائي الشيعي وحلفائه والقوى المسيحية وحلفائها من المستقلين، تفضي إلى توفير أكثرية مريحة في مجلس النواب لانتخاب رئيس.
في الغضون، أوحت المؤشرات، التي تسبق وصول المبعوث الفرنسي بأن مهمته ستكون صعبة، فالثنائي الشيعي اعتبر أن “المجموعة الخماسية” لا يمكنها ان تفرض على اللبنانيين ما تريد، وأنها مكتوبة بحبر أميركي حسب الشيخ محمد يزبك، الوكيل الشرعي للمرشد الإيراني علي خامنئي.
كما توجه القيادي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق الى من أسماهم “جماعة التحدي والمواجهة”، بالقول: »هل تراجعتم عن قراركم بتعطيل تعطيل نصاب الجلسات، إذا كان سينتخب فيها الوزير سليمان فرنجية؟”
على جبهة المعارضة، قال عضو كتلة الكتائب النائب إلياس حنكش: “”لم نرفض يومًا الحوار بالمطلق، لأنه بديل عن التشنجات والمشاكل والحروب، ولكن في الوقت نفسه لا يمكن أن يكون الحوار مضيعة للوقت أو إلقناعنا بخياراتهم”.
المصدر: Al Qabas | القبس الإلكتروني