07-مايو-2024

منذ اتخاذ المجلس التأديبي للقضاة قرار فصل النّائبة العامة الاستئنافيّة القاضية غادة عون من السلك، والقاضية نفسها تجهد لتبرئة نفسها اعلاميا وسياسيا، رغم ان ردة فعلها الاولى بعد علمها بالقرار فضحت انفعاليتها وسقوط رهانها إنها لا تزال “الاقوى” التي تم ايقاف التشكيلات القضائية سابقا بسببها، فردت “الجميل” لداعميها بأن “وضعت استقالتها في تصرف رئيس الجمهورية ميشال عون”، كما قالت في تصريح بتاريخ 7 آذار 2020.
لم يشهد تاريخ القضاء اللبناني شخصية جدلية كالقاضية عون، تصرخ ، تولول، تصرّح، تقتحم الاماكن والحرمات بمواكبة الاعلام والمحامين والمناصرين، الذين “صودف” انهم جميعا من” تيار النزاهة والاستقامة” الذي “ما خلوه يعمل” فلجأ الى “القاضية الشجاعة” لعلها تعوّض “باستعراضاتها” اخفاقات العهد القوي. وللمصادفة فان الكثير من اهل الاعلام “دهشوا” لالتزام القاضية عون بموجب “التحفظ” الذي وصل الى درجة تسريبها مباشرة للاعلام او عبر اذرعها الاعلامية اللصيق محاضر التحقيقات والمسار القضائي المسبق واللاحق لاي ملف.
لم يحدث ان قاضيا الهم رسّام الكاريكاتور هذا الكم من الرسوم التعبيرية عن اقتحامات تشبه ما يفعله رجال المافيا، ومن تابع “موقعة شركة مكتف” فهم بالملموس ما نقوله.

تقول القاضية غادة عون في احدى تغريداتها “بعد أربعين سنة من العمل الشاق المضني، الشفاف وما معي، ليرة بجيبتي من الدولة العظيمة. كتر خيرهن بيطردوني بدون تعويض بسبب مخالفة موجب التحفظ، وهني بيعتبروا انو انا بس ملزمة فيه دون سائر القضاة!حقيقة حكموا ضميرهم!”

لم يشكك احد بنزاهة القاضية عون، بل كل المشكلة معها انها قبلت بأن تكون “الذراع البوليسية السوداء بغطاء قضائي” لعهد لم يجد ما يعوّض به فشله سوى اختراع الملفات واثارتها اعلاميا للتضليل وتحويل الانظار عن اخفاقاته.
والاسوأ ان القاضية نفسها التي تبحث “عن القشة” في “عين خصومها”، لا “تبالي بالخشبة في عيني فريقها السياسي”، والاستعارة هنا مأخوذة بتصرف من الانجيل المقدس، الذي تلجأ اليه القاضية دوما كما تقول للمقربين منها. وليتها طبقت قولا وفعلا كلام السيد المسيح “ليكن كلامكم نعم نعم او لا لا” لكانت وفرت على نفسها “هذه البهدلة” وحفظت هيبة القضاء، وتابعت ملفاتها بضمير حي ومن دون تجن او انتقائية.

ولعل أكثر ما أضر بالقاضية عون هو هذا الدفاع الكاريكاتوري السخيف لنواب ومناصري “التيار الوطني الحر” عنها بما يثبت “تهمة الانتماء العوني “عليها ويحرمها فرصة التصحيح والتصويب، لعل وعسى..
وفي خضم هذه المعمعة العونية البرتقالية، كان لافتا تغريد النائب العوني غسان عطالله تهجما على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على خلفية دعوى قضائية رفعها ضد “الناطق والملهم القضائي” للتيار وللقاضية عون المحامي وديع عقل.
مصدر معني اكتفى بالرد على عطالله بالقول “ينطبق عليك ، مع بعض التصرف، المثل الشهير “الحصانة بايد اللي ما بيستاهلا بتجرح”.
المصدر: لبنان 24