19-سبتمبر-2024

جاء في جريدة “الأنباء” الإلكترونيّة: 

حركة ناشطة دبلوماسياً وسياسياً، وعنوانها الأول انتخابات رئاسة الجمهورية. لكن الحركة لا تزال بلا بركة. فلا جولات نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب تحمل مضموناً يمكن “تقريشه” رئاسياً، ولا المراهنين على كلمة سر خارجية لهذا الفريق أو ذاك أصاب رهانهم. أما لقاءات السفير السعودي وليد البخاري، فهي لتأكيد موقف مبدئي للمملكة العربية السعودية التي تترك للبنانيين تدبّر شؤونهم بما يرونه مناسباً ولها بعد ذلك أن تبني على الشيء مقتضاه. وبالتوازي حركة للسفيرة الأميركية دوروثي شيا ومثلها للسفيرة الفرنسية آن غريو، وكل ذلك بشعار عريض “استعجال انتخاب رئيس للجمهورية والبدء بورشة الإصلاحات والعمل على انقاذ الاقتصاد اللبناني قبل فوات الآوان”.

وقد تعمّد السفير البخاري عدم إعطاء أي معلومات عن فحوى لقاءاته مع القيادات السياسية والروحية، فيما نقلت مصادر بكركي تأكيده خلال لقائه البطريرك بشارة الراعي أن “الاستحقاق الرئاسي هو شأن لبناني، وليس للسعودية أي مرشح، كما أنها لا تضع فيتو على أي اسم من الأسماء المتداولة لا سلباً ولا إيجاباً”.

البخاري الذي التقى أمس شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى في سياق لقاءاته، تحدثت مصادر مواكبة لجولته مع “الأنباء” أنه نقل “ثقة السعودية بإمكانية التوافق اللبناني على رئيس للجمهورية قادر أن يعيد لبنان إلى الخارطة الدولية ويعمل على استعادة ثقة العالم ببلده، وإعادة علاقة لبنان بالدول العربية خصوصاً الخليجية أفضل مما كانت”.

وأكد عضو كتلة الاعتدال الوطني النائب أحمد رستم أن “البخاري لم يشأ الدخول بالأسماء، وأن بلاده لا تدعم أحدا من المرشحين لأنها تعتبر هذا الموضوع شأنا لبنانياً محض، وعلى اللبنانيين أن يعرفوا كيف يختاروا رئيسهم”، معتبرا أن “الحوار هو المنفذ الوحيد للوصول الى رئيس الجمهورية، وهو يحدّ من الانقسامات داخل المجلس”، داعيا الى “الاستفادة من المناخات الايجابية والتفاهمات التي تشهدها المنطقة”، ومستغربا “كيف أن إيران والسعودية قدّمتا الكثير من التنازلات، فيما الأطراف في لبنان لا يريد أحد أن يتنازل للآخر، وهذه سياسة تكسير الرؤوس لن توصل الى مكان”.

ونقل رستم عن النائب غسان سكاف الذي يجول بدوره على الكتل النيابية، أن “محاولاته لتقريب وجهات النظر قد نجح في بعضها واصطدم ببعضها الآخر، خصوصاً الكتل المسيحية، فهو لم يقدر أن يحقق الخرق المطلوب معها، وقد بقيت متمسكة برأيها”.

الأمور لا تزال تراوح في مكانها، حيث الانسداد مستمر في أفق الرئاسة، والانهيار مستمر في تعقيد معيشة اللبنانيين، إلى أن يقضي الله أمره في شأن فريقي الانقسام، عسى أن يُدركا أن التمترس خلف المواقف والترشيحات ورهانات الانتظار لن تسمن ولن تغني عن جوع الفراغ الرئاسي، وأن انعقاد ناصية التوافق الداخلي وحده يفك أسر الاستحقاق.