قالت مجلة “إيكونوميست” إنّ “إطلاق صواريخ باتجاه الاحتلال الإسرائيلي من غزة ولبنان وسوريا، يشير إلى أن أعداء إسرائيل القدامى يتحدون من جديد، إضافة إلى وجود تنسيق بين مجموعات أكثر من مجرد المنظمات الفلسطينية المسلحة التي أطلقت الصواريخ بالفعل”.
واعتبرت أن الاستهزاء بإسرائيل في الوقت الذي يكون فيه رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ضعيفاً، هو مخاطرة هم على استعداد لتحملها.
وردّت إسرائيل حتى الآن على جيرانها بضربات جوية صغيرة النطاق ضد المباني غير المأهولة ومنصات الإطلاق، لكن التطور الأكثر إثارة للقلق، هو الاستخدام المتزامن لمنصات الإطلاق في الجنوب والشمال، بينما تواجه إسرائيل في الوقت نفسه العمليات الفلسطينية داخل حدودها والضفة الغربية المحتلة، الذي تفاقم بسبب الوضع في الأقصى.
وبحسب المجلة، فإن هذا يعكس التطورات الإقليمية الأوسع نطاقاً، ولا سيما الثقة المتزايدة بالنفس لدى إيران ووكلائها بعد الاختراقات الدبلوماسية الأخيرة، في إشارة إلى المصالحة الإيرانية مع السعودية برعاية الصين.
ولفتت إلى أن التطبيع العربي مع الاحتلال تراجع وكأنه كان مؤقتاً، حيث باتت العلاقة مع الدول المطبعة موضع تساؤل منذ عودة نتنياهو إلى رئاسة الوزراء.
كذلك، هناك حقيقة تقول إنّ حكومة نتنياهو تواجه أيضاً احتجاجات غير مسبوقة في الداخل وانتقادات نادرة من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن إصلاحها القضائي المثير للجدل والذي تم تعليقه الآن. وعملياً، فإن ما يجري كسر من صورة نتنياهو الذي كان في يومٍ من الأيام يتمتع بنفوذٍ كبير.
مع هذا، فقد قال تقرير سابق نشره “لبنان24” إنه في خطابٍ له قبل 3 أيام وبعد الهجمات الصاروخية من جنوب لبنان وغزة وسوريا باتجاه المُستعمرات الإسرائيليّة، اعترفَ نتنياهو بأنَّ “الرّدع في إسرائيل تضرّر”، مؤكداً أنه “سيتمّ العمل على تعزيزه”. هنا، يعدُّ كلام نتنياهو دلالة سيئة جداً للجيش الإسرائيليّ وإنكساراً لـ”شوكتِه” العسكريّة، كما يعتبرُ تأكيداً على وجود ضعف متغلغلٍ في أساس البنية الأمنيّة الإسرائيليّة، الأمر الذي يعدُّ مؤشراً خطيراً بالنسبة لتل أبيب.
وأضاف: “ما قاله نتنياهو لا يعدّ عادياً وسط إضطرابٍ حقيقيّ تشهده المنطقة بأسرها، خصوصاً بعدما بات الحديثُ عن إندلاع حربٍ ضد “إسرائيل” من جبهات مُتعددة أبرزها جنوب لبنان وغزّة، الهاجس الأول لدى القيادة العسكرية الإسرائيليّة، والشغل الشاغل للمُحلّلين في كيان العدو. وعملياً، فإنَّ الحديث عن “تضرّر الردع” يعني أنّ الجيش الإسرائيلي قد لا يكونُ قادراً على التصدّي لأيّ هجماتٍ كبرى قد يتعرّض لها من مختلف الأماكن. وأمام ذلك، يُطرح السؤال التالي: أين دور القبة الحديدية الإسرائيلية من معادلة الردع القائمة؟ هل ستفي بالغرض عند أي مواجهة مُرتقبة؟”.
وتابع: “ما يكشفهُ سياق التقارير الإسرائيليّة عن مخاوف لدى العدو من اندلاع حرب شاملة، يؤكدُ تماماً أنّ الكيان الإسرائيلي دخلَ في حالة من الهيستريا. ولهذا، ومن أجل “طمأنة” الداخل قليلاً، عمد الجيش الإسرائيلي مؤخراً إلى نشر منظومة “القبة الحديدية” في كلّ “إسرائيل”، استعداداً لسيناريوهات سيئة”.
وأكمل: “ضمنياً، تعدّ هذه الخطوة بديهية ومتوقعة، إذ أنّ الحديث عن حرب متعددة الجبهات تعني أن مختلف أنحاء فلسطين المحتلة ستكون مستهدفة، وبالتالي ذهب الإسرائيليون باتجاه تعزيز الحماية من الهجمات الصاروخيّة التي قد يتعرضون لها من “حزب الله” في لبنان وحركة “حماس” في غزة. إلا أنه ومع ذلك، تكشف التقارير الإسرائيلية أنّ هناك خشية كبرى من تدهور القبة الحديدية سريعاً في حال حصول معركة حيّة. ففي حال دخل “حزب الله” في جبهة واحدة مع غزة وسوريا ضد “إسرائيل”، عندها سيكون وابل الصواريخ الذي سينهال على كيان العدو كبيراً وبالأخص “الصواريخ الدقيقة”، والخوف لدى تل أبيب في تلك الحالة هو عدم تمكن القبة الحديدية من صدّ الهجمات بأكملها، وسط رعبٍ فعلي من إنهيارها بالكامل. وإزاء ذلك، تقول التقديرات الإسرائيليّة أنّ السيناريو الخطير هو أن يفرغ مخزون صواريخ القبة الحديدية خلال وقتٍ قصير جداً في حال حصول هجمات، ما يعني انكشاف كافة الأراضي المحتلة أمام الصواريخ، وعندها سيكون إنهيار تل أبيب عسكرياً أمراً واقعاً لا محال”.