واصل رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان لقاءاته في العاصمة
الأميركية واشنطن على هامش المؤتمر السنوي لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي الذي شارك فيه ملبياً دعوة رسمية وجهت له من منظمي المؤتمر، فالتقى المسؤولة عن لبنان والأردن في البيت الأبيض نادين زعتر وكلاً من إريك ماير نائب مساعد وزير الخزانة الأميركية لإفريقيا والشرق الأوسط ومديرة مكتب الشرق الأوسط للإرهاب المالي والجرائم المالية فى وزارة الخزانة جايمي كروت، إضافة الى مساعديهم. كما التقى كنعان نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية للشرق الأوسط إيتن غولدريتش والمسؤول عن مكتب لبنان في وزارة الخارجية مايكل حنا.
وقد جرت خلال اللقاءات مناقشة الوضع في لبنان من مختلف جوانبه لاسيماعلى ضوء التقارب السعودي – الأيراني وتأثيره المحتمل على لبنان وموقف ودور الولايات المتحدة في هذا الاتفاق كما مداه السياسي والجغرافي.
وتمّ تقييم آخر التطورات المالية في لبنان والإصلاحات المرتبطة بها، كما مشاريع القوانين التي أقرّت والتي لاتزال قيد الدرس في الحكومة وفي المجلس النيابي والعلاقة مع صندوق النقد والسبل المتاحة لمعالجة النقاط العالقة. وجرى التوافق على متابعة التعاون مع الصندوق من آخر ما توصلت اليه الأمور وعدم العودة الى النقطة الصفر.
وقد شكّل الاستحقاق الرئاسي لناحية ضرورة اجرائه دون التدخل بخيارات اللبنانيين على مستوى الأشخاص، القاسم المشترك في هذه الاجتماعات والمدخل الأساسي للحلول المطلوبة على كافة الصعد المالية والاقتصادية والسياسية، على أن يترافق مع رؤية إنقاذية تعلو فوق الصراعات التقليدية السلطوية وتشكل خريطة طريق للمرحلة المقبلة على المستوين المحلي والدولي.
المحاسبة
وكي لا يبقى الإصلاح حبراً على ورق وقوانين لا تنفذ واتهامات عشوائية، جرى التأكيد على ضرورة تحصين استقلالية القضاء، لاسيما في قضايا الجرائم المالية ودعم التدقيق البرلماني الذي أفضى الى إحالة ملف التجاوزات المالية لعقدين من الزمن الى ديوان المحاسبة، كما انجاز التدقيق الجنائي في مصرف لبنان والمحاسبي في موجودات وأصول المصارف، بالتوازي مع إحالة قانون إعادة هيكلة المصارف الى المجلس النيابي من قبل الحكومة.
وفي هذا الاطار أوضح الفريق العامل على العقوبات في وزارة الخزانة، استمراره في هذا المسار مميزاً بين مصادر المال الشرعية وغير الشرعية لاسيما المتأتية من جرائم الفساد.
كنعان واستعادة الثقة
وبعد اللقاءات أكد كنعان أنه “لمس اهتماما جديا بلبنان واستعدادا لدعم الجهود الميذولة لخروجه من محنته على أن يبدأ ذلك “من خلال انجاز الاستحقاقات السياسية والمالية الراهنة كما معالجة أزمة الثقة الداخلية بين اللبنانيين والدولة والتي شملت القطاع المصرفي برمته”.
واعتبر كنعان أن “الثقة مرتبطة بأمرين، الأول إنتاج قيادة فاعلة وقادرة على الاضطلاع بأعباء المرحلة المقبلة وملفاتها على الصعيدين المحلي والدولي، والثاني إعادة هيكلة وتنظيم القطاع المصرفي ومعالجة قضية الودائع بجدية وواقعية بعيداً عن الاقتراحات الوهمية ولعبة تقاذف الاتهامات والمزايدات”.
وعبر كنعان: “عن ارتياحه للزيارة شكلا ومضمونا وسنتابع في بيروت ما توصلنا اليه مع صندوق النقد والبنك الدولي لاسيما على صعيد استكمال التفاوض وتنفيذ وتمويل لمشاريع في عدد من القطاعات الحيوية في لبنان كما التركيزعلى انهاء الفراغ لأن تعميمه على المؤسسات اللبنانية يشكل الخطر الأكبرعلى قدرة لبنان للأستمرار ويضاعف كلفة الحلّ”.