23-نوفمبر-2024

كتبت سمر الخوري في “المركزية”:

بعد أن تحوّلت منازل اللّبنانيين الى “مصارف مصغّرة” حيث يحتفظون فيها بما تبقى من أموالهم التي استطاعوا سحبها من المصارف، عاد الحديث اليوم عن الآلية الأفضل للاحتفاظ بهذه الأموال كي لا تخسر قيمتها مع الزمن، او تكون آمنة تجنبا لأي سرقة محتملة. 

أكثر من يبحث عن الملاذ الآمن هي الطبقة الوسطى وصعودا الى طبقة الاثرياء، فـ”مدخرات” هذه الطبقة هي حكما ليست بالليرة اللّبنانية لإنعدام الثقة بها خصوصا أنّها تفقد قيمتها يوما بعد يوما، معطوفا على تقلّص استخدامها في البلاد لحساب الدولار الأميركيّ. 

“تعثّر مصرف سيليكون فالي” في الولايات المتحدة الأميركية، عبارة أرعبت أصحاب “المصارف المصغّرة” وتركت تردّداتها السلبية على دولاراتهم المخبأة، فما كان منهم الّا أن لجأوا لشراء الذهب الذي سجّل سعره ارتفاعا غير مسبوق في الأيّام الأخيرة قبل أن يعاود انخفاضه اليوم. 

الذهب أم الدولار؟
ذهب أم دولار؟ وأيّهما أكثر أمانا للإدخار؟ وهل من خيار ثالث قد يكون الأفضل؟ وماذا يقول الخبراء عن أفضل سبل الادخار في الظرف الحاليّ؟!   

بحسب الخبير الاقتصادي لويس حبيقة فإنّ الموضوع هو ليس “الأمان” أكثر ممّا هو “الاستخدام”، فإذا كانت الأموال المخبأة هي بهدف الاستخدام فالأفضلية هي حكما للدولار. 

لمتوسطي الدخل، أو لمن يمتلكون 20 ألف دولار وما دون، يرى حبيقة ألا داعي لتحويلها الى ذهب، خصوصا أنّ سعر الذهب غير ثابت، وأنّ الحاجة لاعادة دولرة الذهب قد تلحظ بعض الخسائر.  

أمّا لمالكي الثروات والميسورين، فيمكنهم برأي حبيقة تحويل جزء من أموالهم المدخرة الى ذهب والابقاء على الجزء الآخر بالدولار الطازج.  

وفي معرض تعليقه على “الخضة” التي أصابت المصارف في أميركا، وما يمكن أن يكون تأثيرها على الدولار، فأكّد أنّ المخاطر الموجودة على الدولار هي نفسها الموجودة على الذهب وكل أنواع الادخارات الأخرى.  

الخيار الأفضل؟
وعمّا إن كان هناك خيار أفضل، يقول حبيقة أن “التنويع” هو أفضل الخيارات، ويكون بين الدولار واليورو والذهب وغيرها…  

ولأن لا قانون يحدد أفضل طريقة للادخار، فيمكن مثلا شراء الذهب كنوع من الادخار الطويل الأمد والذي يمتدّ لسنوات. 

أمّا أفضل الاستثمارات على المدى الطويل (سنوات عديدة)، فهي برأي حبيقة العقارات.