جاء في جريدة “الأنباء” الإلكترونية:
عاد ملف الكهرباء إلى الواجهة، من بوابتين، الأولى بعد التقنين القاسي الذي بدأت تختبره مناطق عدّة، ما يشي بأن كميات الفيول باتت قليلة ومؤسسة كهرباء لبنان تقنّن استخدامها، فيما الثانية كانت بعد زيارة وفد من لجنة الأشغال والطاقة النيابية المؤسسة المذكورة، والاتفاق على نقاط، أبرزها طلب فتح اعتماد جديد.
عضو مجلس القيادة في الحزب التقدمي الاشتراكي محمد بصبوص أشار إلى أن “زيادة ساعات التغذية ورفع قيمة فواتير الكهرباء لم يترافق مع إجراءات إصلاحية ضرورية، خصوصاً لجهة خفض نسب الهدر، وبالتالي من غير المنتظر أن يتغيّر شيء في طريقة التعاطي في القطاع، ومع الوقت، ستنتهي كميات الفيول، وتعود مؤسسة كهرباء لبنان لابتزاز الحكومة ومصرف لبنان وطلب اعتمادات جديدة، وهي لم تدفع المستحقات المتوجبة عليها”.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، نفى بصبوص قدرة كهرباء لبنان على تأمين ثمن استيراد كميات جديدة من الفيول من خلال الجباية بعد رفع التعرفة، لأن الناس غير قادرة على دفع التعرفات الجديدة بعدما وصل سعر “صيرفة” إلى 70 ألفاً، وحتى ولو نجحت خطة الجباية، فإن الأموال لا تكفي لتأمين الفيول وإجراء الصيانة وغيرها، علماً أن ظاهرة “التعليق على العواميد” ستنتشر أكثر في الأيام المقبلة، بسبب الفواتير مرتفعة القيمة”.
وحذّر بصبوص من أن العتمة “راجعة” مع نفاد كميات الفيول الموجودة حالياً، ومؤسسة كهرباء لبنان ستعود وتطلب سلفة خزينة لاستيراد كميات جديدة، لكنها لن تُسدّد السلفة السابقة، وبالتالي الممارسات نفسها في القطاع، وسبب كل هذا عدم إصلاحه جذرياً من خلال تخفيض الهدر وتحسين الجباية.
وفيما يبدو أن العتمة هي قدر اللبنانيين طوال إقامتهم في “جهنم”، فإن التصعيد لا يُنذر سوى بأن الأسوأ لم يحن بعد، والمزيد من الفوضى مرتقب في الأيام المقبلة، على كافة الصعد، سياسياً، أمنياً، مالياً وقضائياً، فيما دعوات الحوار والتقارب لا زالت في الأدراج تنتظر أذاناً صاغية.