نفذ الأساتذة في التعليم الاساسي والمهني والتقني الرسمي في عكار (متعاقدون ومتقاعدون وملاك)، اعتصاما امام باحة سرايا حلبا الحكومية، بعنوان: “لنكن يدا واحدة في تحصيل كامل حقوقنا”، اجتجاجا على المماطلة في تلبية مطالبهم، بمشاركة رئيس دائرة الأوقاف الإسلامية في عكار الشيخ مالك جديدة على رأس وفد من الدائرة وفاعليات عكارية ورؤساء بلديات ومخاتير والطلاب وأهاليهم.
وأطلق المعتصمون صرخة عبر مكبرات الصوت، طالبوا فيها بإعطائهم حقوقهم وإنصافهم وحماية القطاع، على وقع الأغاني الثورية، ورحبت عريفة الإعتصام منال أحمد بالمشاركين، ثم وقف الجميع دقيقة صمت عن أرواح الذين قضوا في زلزال سوريا.
وبعد النشيد الوطني، ألقى الشيخ مالك جديدة كلمة، حيا في مستهلها المعتصمين، وقال: “هذا قتل، قد تستمر ٱثاره لأجيال وأجيال، واجبنا الشرعي أن نكون معكم في مطالبكم، وان نقدر العلم وأهله وندافع عن بلد الحرف والكلمة والنور، هذا البلد الذي أردتم ان تقضوا عليه في كل الميادين. حقوق مشروعة سمعتها وأسمعها وأراها، وأولها الحقوق التي تنصف الشعب اللبناني”.
اضاف: “إنصفوا المعلم، هذا المدرس الذي ما زال يجاهد من اجل وطنه وشعبه. جهادنا الاكبر اليوم هو العمل على إنجاح المدرسة الرسمية من قبل المديرين والأساتذة والمسؤولين، لأنه إعانة لكل أب يعجز أن يدخل أبناءه الى المدارس الخاصة بسبب سياستكم الفاشلة. فالمدرسة الرسمية هي معقلنا وحضننا الأخيرين لنبقى على خريطة العلم والثقافة”.
واشار الى ان “العالم كله كان ينظر إلينا بمهابة وإعزاز، فنحن أصحاب مسيرة العلم والمعرفة. اليوم شوهتم الوطن وأذللتم المواطن وتمعنون في إذلال المعلمين الذين كرمهم الله والعلم. لذلك نحن اليوم هنا من أجل هذه الحقوق، فلا تستسلموا. ولكن على الٱخرين أن يخجلوا من فشلهم ومن ظلمهم تجاه المعلم والوطن”، وتوجه الى المسؤولين قائلا: “أنتم مجرمون إن لم تنصفوا وإن لم تقروا الحقوق والبدل، انتم لا تصلحون لقيادة البلد حتى تعدلوا المسيرة”.
وختم محييا “كل معلم ومعلمة مجاهدين وكل مدير مرابض، وسنبقى نصر على مسيرة العلم على الرغم من رعاة الجهل والظل”.
وقال عضو الهيئة الادارية في رابطة اساتذة التعليم المهني والتقني محمد عبدالله العبدالله: “من هنا ومن على هذا المنبر نناشد كل المعنيين الوقوف الى جانب الاساتذة في استعادة حقوقهم وندعوهم للانضمام الى صفوف هذه الشريحة المغبونة التي ما تلكأت يوما عن التضحية في سبيل دعم المجتمع بالمتسلحين بالعلم والمعرفة. هي مطالبُ متواضعةٌ أبى المعنيون مدّ الاساتذة بها، فهي ليست للرفاهية والتباهي، انما للبقاء على قيد العطاء جوبهت منهم بكل التراخي والاستخفاف. نحن لسنا بهواة اضراب ودعاة تعطيل ونعلم تماما وضع البلد المأسوي انما جاءت مطالبنا حاجةً ملحّةً أمام استحالة تأدية الواجب فليس بخافٍ على أحد اننا بتنا عاجزين عن الوصول الى مدارسنا قبل الحديث عن باقي متطلبات العيش”.
اضاف: “أيها المعنيون إن لم تهز ضمائركم أحوالنا فهل حركتها الهزات التي ارسلها الله اليكم لتعتبروا؟ تتحدثون عن الفاقد التعليمي ويغيب عنكم الفاقد الانساني للمعلم، تتحدثون عن مصلحة الطلاب ويغيب عنكم مصلحة كل مكونات التربية،
لن نعود بوعود ولن نعود ادراجنا الى التعليم قبل ان نستعيد العديد من حقوقنا دون انتقاص او تأجيل، فلا ثقة لنا أصلا بوعودكم التي مبتغاها تمرير العام الدراسي”.
واشار الى أن “التعليم رسالة انسانية لا تقدّر بثمن، فأبعدوها عن سوق الاموال وعن تقلبات الاحوال، فما عادت الحال حالاً بعد ان قضيتم على ما تبقى من الجسم التربوي، فلماذا تبخلون على هذا الجسم المنهك ببضع ليترات أو حفنة من الدولارات لا ترتضونها أصلا لازلامكم، فليطمئن بالكم بأننا لسنا على عجلة من أمرنا ولسنا من أخذ الطلاب رهينة انما وعودكم عند بدء العام الدراسي أطاحت بمصير الطلاب والاساتذة والعام الدراسي”.
وختم: “انقذوا ما تبقى من العام الدراسي وانصفوا ما تبقى من التعليم الرسمي بعد ان وصل بتراخيكم الى ما هو عليه الحال اليوم، فما عاد هناك من وقت للمراوغة والاخذ والرد والاجتماعات ولتترجم وعودكم الى أفعال قبل فوات الاوان”.
والقى وليد نمير كلمة الأساتذة المتعاقدين في التعليم المهني والتقني، فقال: “ان لم تهتز ضمائركم لنصرتنا فقد أرسل الله اليكم اشارات لتعتبروا فإن دعواتنا ودعوات اهالي الطلاب الفقراء لن تذهب سداً، فلتنفعكم الحوافز ولتملأوا مواكبكم ليترات البنزين التي سوف يتم اقرارها واستكملوا العام الدراسي كما شِئتُم فإن في العجلة الندامة، فلا تستعجلوا في منحنا الفتات فما نفع المعرفة في ظل سوق صيرفة. يا من راهنتم بمستقبل الاجيال واوصدتم المدارس بالاقفال والاغلال وعرضتم الاساتذة لأبشع صور الاذلال. ضاع في لبنان العلم، وقد صدر عن معاليه الحكم بأن ليس هناك من أمل بعد استعراض كل السيناريوهات واوقفت المنح الجهات فشكرا لكل من سعى وجاهد في ايصالنا الى هذا الحال”.
اضاف: “زملائي، يجب ألا نتراجع قيد انملة عن مطالبنا المحقة، باحتساب العقد الكامل ودفع بدل النقل مع مفعول رجعي عن السنة الماضية، والقبض الشهري او الفصلي وانشاء منصة صيرفة خاصة بالمعلمين الدولار مقابل 15 الف ليرة او 20 كحد اقصى، وصرف الحوافز عن الاشهر السابقة وقيمتها 300 دولار حسب ما وعدونا وتحويلهم قبل العودة وعن كل اشهر السنة المتبقية والقبض يتم عبر OMT. بالاضافة الى صرف ليترات بنزين لكي يستطيع المعلم الذهاب الى معهده واقرار قانون الضمان الصحي والعقد الكامل ولن نتراجع عن مطالبنا. هذه مطالبنا ونقطة على السطر”.
وختم متوجها الى اهالي الطلاب، قائلا: “نحن لم نحصل على اي شيء حتى الان كلها وعود والوعود ما بتطعمي خبز ولا بتسقي ماء. كل شيء بالدولار ونحن نقبض باللبناني على 1500 ليرة، فأين العدل”.
والقى عبدالرحمن الرفاعي كلمة اساتذة التعليم الثانوي، فقال: “شهران على التعطيل والى الٱن لا حلول في الأفق، وما زلنا ندور في حلقة مفرغة، لا تقديمات. ويقولون لنا العودة، العودة على ماذا؟ نحن لسنا طلاب إضراب ولا تعطيل انما لا نستطيع العودة، فالراتب لا يكفي بدل النقل من مناطقنا البعيدة إلى مدارسنا. يطلبون منا التضحية، ونزكرهم بأن الأستاذ كان في طليعة المضحين في زمن كورونا وعندما قطعت الطرقات جميعا. أي تضحية تريدون وأنتم جالسون في قصوركم. كارثة تربوية منذ شهرين ولم يحرك المسؤولين أي طرف عين. ألا يقتضي ان تشكل خلية أزمة حتى يصلوا الى مخرج. وللطالب نقوم اننا سنعوض عليكم ما فاتكم من منهاج”.
وختم: “الحل الوحيد بتثبيت سعر صيرفة وبدل إنتاجية عادل مع تعديل الاستشفاء ولا عودة حتى تحقيق مطالبنا”.
ثم ألقى عضو الشمال في رابطة التعليم الأساسي محمد رجب كلمة، فقال: “اهل النخوة والهمم اهل المروءة والقيم، من عكار ترفعون الصوت عاليا. فالظلم والفوضى مرفوض في قاموسنا والحق سنناله على الرغم من المصاعب والتعب، ابشروا بالحق وتكاتفوا بوجه المحن، فلتصدح الحناجر دفاعا عن المعلم رمز الأمم”.
اضاف: “نخوض وإياكم معركة قاسية ضد منظومة أحرقت البلاد ونكلت بالعباد ونخوض وإياكم معركة الحفاظ على القطاع العام الذي هو عصب الدولة بإدارتها ومؤسساتها، ذاك القطاع الذي سير أمور الوطن والمواطن منذ تأسيس هذا الكيان الصغير بحجمه والكبير برسالته”، واشار الى ان “قطاع التعليم الرسمي هو الجامع لكل أبناء الوطن ضمن بيئة تربوية تنمو فيها معاني الإلفة والتٱخي وكل محاولة للانقضاض عليه وعلى نجاحاته ستواجه منا بقوةوحزم”، وعرض لمطالب الاساتذة، وقال: “بادروا الى وقف هذا الانهيار الكبير وكونوا رجال دولة في هذه الأيام العصيبة لا رجال مناصب زائلة”.
وألقى فادي عبيد كلمة التعليم الأساسي، فقال: “كفى مراوغة ونفاق وكذب، نحن لا نستطيع أن نكمل كمتعاقدين مستضعفين، يجب ان نعيش بكرامة، لا تسلبوا حقوقنا التي سنطالب بها الى آخر نفس”.
ثم ألقت مارينا نزيه الجمال كلمة المتعاقدي الأساسي ولجنة الأهل، فقالت: “في كل مرة نقف فيها مطالبين بحقوقنا على امل ان يستجاب، لكن للاسف، المسؤولون غائبون ووزارة التربية في غيبوبة ويتعامون عن حقوقنا كمتعاقدون. أسألك يا معالي الوزير كيف يمكن للمتعاقد ان يؤمن قوت يومه من دون اجر ساعة توفي تعبه وراتب شهري دون ضمان وغيرها من الامور المحقة. نحن مجازون واصحاب خبرة وضمير وكفاية. المطلوب منا ان نضحي في سبيل الطلاب ونحن عاجزون عن الذهاب الى مدارسنا. نحن موظفون امتهنا التعليم كي نقتات وليس لفتح باب التبرع. أنتم تقبضون بالدولار وتحرمون المتعاقدين ما تشرعونه لأنفسكم. نحن اصحاب حق ولا نستجدي احدا. دولتنا الفاسدة كان من المفترض ان تكون ملجأنا، للاسف كانت اول من وضع السكين على أعناقنا”.
اضافت: “المتعاقد بعد الظهر لتعليم السوريين تمنحه الدول المانحة بدل الساعة 20 دولار وصل الى المتعاقدين في السنة الماضية 40 ألف”، معتبرة ان “هناك تآمر على المدرسة الرسمية والمتعاقد. أيها المسؤولون لا حفظكم الله ولا سامحكم، اعيدوا أموال التربية وانصفوا المتعاقد بكل تسمياته وأعيدوا ضمائركم الغائبة في وطن لم يبقى فيه سوى دعاء المظلوم”.
كما ألقيت كلمات أكدت “التضامن مع مطالب الأساتذة”.