كتبت دارين منصور في موقع mtv:
تظهر يوماً بعد يوم الآثار المُدمّرة للزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال غربي سوريا من الناحية النفسية، وآخرها الصدمة بعد الزلزال التي تؤثّر على الأطفال والمراهقين والبالغين، إذ تتراوح نسبة تأثيرها بحسب المرونة النفسية أو المناعة النفسية التي يعيشونها في حياتهم اليومية قبل الحادثة وخصوصاً أثناء الطفولة.
يمكن تعريف الصدمة بعد الزلزال بالحالة التي تحدث مع الأطفال بعد حدث مفاجئ هدّد حياتهم، بحيث يبدو جلياً تأثيرها من خلال الخوف والأرق وقلة النوم والكوابيس وتكرار الحدث مرات عدّة في اليوم وعدم قدرتهم على العمل والانتاج كالسابق.
وتشير الدكتورة في علم نفس الأطفال نورا ساحلي الى “أننا نلاحظ زيادة نسبة الخوف والقلق عند الأطفال وقلة النوم والتوتر والكوابيس، خصوصاً أنهم عاشوا إنفجار مرفأ بيروت وتخطوه وحدث شيء صادم هدّد حياتهم مُجدداً أعاد الخوف الزائد الى نفوسهم وهو ما يُعرف بالـ Relapse”.
وتتابع ساحلي، في حديث لموقع mtv، الزلزال قد يُسبّب صدمة ويُمكن تشخيص الحالة بعد شهر، حيث أنّ الطفل يعود ويعيش الحدث السابق ويتجنّب الخروج من المنزل.
وتشدّد على ضرورة أن يأخذ الأهل المعلومات الصحيحة حول الأحداث وينقلونها الى الأطفال، اذ نرى أن الأطفال يسمعون أخباراً مغلوطة حول الزلزال، بالتالي يؤثر ذلك سلباً عليهم ويزيد خوفهم. كما على الأهل إدراك ومعرفة كيفية تفسير الأحداث لأطفالهم وإخبارهم بالمعلومات الصحيحة، الى جانب تعليمهم كيفية التصرّف عند حدوث أي زلزال.
وتلفت الى أن طرق العلاج عند حدوث حدث صادم تكمن في أن يكون الأهل الى جانب أولادهم ويعملون على طمأنتهم وقول الحقيقة لهم. وتقول: “إذا لاحظ الأهل أن لا قدرة لأولادهم على التأقلم مع الوضع السائد، أي ظهرت عليهم عوارض الخوف الزائد والأرق وعدم القدرة على الإنتاج والعمل كالسابق، عندها عليهم اللّجوء الى العلاج النفسي للخوف والقلق أو ما يُعرف بالـcognitive behavioral therapy، وهي الطريقة المُستخدمة لعلاج الأطفال بعد الإنفجار وتعليمهم طرق الإسترخاء ليتمكّنوا من التعامل مع الخوف”.
وتضيف أنه يُمكن مساعدة الأطفال أيضاً من خلال عدم إخفاء الأحداث والحقائق عنهم وتفسيرها لهم كي لا يلجأوا الى مواقع التواصل الإجتماعي ومشاهدة الصور والفيديوهات الصادمة والصعبة التي تُسبّب خوفاً وقلقاً أكبر لهم، الى جانب منعهم من متابعة الأخبار ومشاهدة الفيديوهات الصادمة التي لا قُدرة لهم على تحمّلها، وتعليمهم طرق الوقاية والإنصات إليهم والتفسير لهم أن ما يحدُث معهم أو ما يشعرون به هو أمر طبيعي.
وتختم: “الأهم هو الدعم والمساعدة من الأهل والمجتمع المُحيط بالطفل والتحدّث عن الحقيقة وعدم إخفائها وكيفية التعامل مع الموضوع واللّجوء الى العلاج عند الحاجة، إذ هو يساعد كثيراً في التعامل مع التروما”.