كتبت كارول هاشمية لـ”لبنان نيوز”:
بالدموع و بحرقة ٍ،علّق الرئيس سعد الحريري عمله بالحياة السياسية، منذ حوالي عام تقريباً، ٍ ودعا عائلته في تيار المستقبل لاتخاذ الخطوة نفسها وغادر البلد مقتنعاً أنّ لا مجال لأيّ فرصة إيجابية للبنان وسط التخبّط والنفوذ الايراني والانقسام الوطني الذي يعيشه البلد والانهيار على المستويات كافة. هذه الخطوة التي صدمت المؤيدين والمنافسين على حد سواء توجت سنوات من الصعوبات السياسية للحريري.
فلا ينبغي أن ننسى أنه منذ عام 1992 في بيروت ، كان هناك اسم واحد على شفاه الناس – الحريري. سواء كان رفيق أو سعد . لم يرث سعد الحريري عن والده الزعامة السياسية فحسب، بل سار على نهج المدرسة الوطنية التي بناها والده الذي عمل طوال مسيرته السياسية على نبذ الطائفية والتطرف، ورفض المذهبية. فمنذ اعتكافه وجد السُنّة أنفسهم أمام محنة سياسية حقيقية، بسبب الافتقار إلى القيادة، و ادركت الطائفة السُنيَّة أن ظهور قيادة تقليدية جديدة مثل أسرة الحريري لم يُعَدُّ أمراً ممكناً بل مستحيلاً، والدليل على ذلك أنّ كلّ خصومه الذين انتقدوا تنازلاته السياسية على مدى السنوات الماضية، غير قادرين بغالبيتهم العظمى على لعب دور أساسي ومركزي على الساحة السنّية و أن لا أحد قادر على تعبئة مكان الرئيس الحريري ،ونتائج الانتخابات البرلمانية في أيار الماضي كانت خير دليل، فلم ينجح فؤاد السنيورة بوراثة الحريرية السياسة الذي أتُمِن َ عليها، فخان الأمانة و أغراه الفراغ وأشرف ريفي الذي لم يفوت فرصة لمهاجمة سعد الحريري ، و فؤاد المخزومي الطامح لقيادة الشارع السني ، أما بهاء الحريري الذي قدّم نفسه على أنه المرشح الطبيعي لملء الفراغ الذي خلفه انسحاب أخيه من السياسة ساعياً لإظهار قدرته ليس فقط على قيادة السنة وإنّما أيضاً على مستوى مواجهة هيمنة حزب الله فلم يحظى على دعم الشارع السني.
إن تعليق العمل السياسي للحريري كان يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه مقاطعة بحكم الأمر الواقع من قبل الوزن السياسي الثقيل و أثبت أن الشارع السني لن يقبل أيّ زعامة لا تشبه زعامته، وأيّ رئيس في السراي أقلّ من صورته، ولم يعد يعنينه أيّ تواصل مع الخارج دون مستوى تواصله…
فعندما صمت و تواطأ الشركاء في الوطن بكلّ طوائفهم على إلغاء الحريرية السياسية ، وصل السُنّة ومعهم كل الطوائف ومعهم لبنان إلى الهاوية.
عودة سعد الحريري إلى لبنان قريباً
بات من المؤكد أن الرئيس سعد الحريري سيعود إلى لبنان الشهر المقبل لإحياء الذكرى الثامنة عشر لإستشهاد والده .
وتشير المعلومات إلى أنّ عودة الحريري إلى لبنان لا تعني العودة عن تعليق العمل السياسي، لأن حيثيات قراره ما زالت قائمة و ستقتصر إحياء الذكرى على زيارة الضريح كما في العام الماضي، ولقاءات مع قياديين في تيار المستقبل وآخرين من «قدامى التيار»