جاء في “المركزية”:
من أسبوع الى أسبوع ومن شهر الى آخر، أشهر تناهز الثلاثة مضت على الشغور الرئاسي وعنوان المرحلة التعطيل والمرواحة من دون ان يلوح في افق الازمة الرئاسية ما يؤشر الى انفراج قريب للانهيار الذي تتدحرج اليه البلاد، وكل ذلك وسط ثبات اطراف الانقسام الداخلي كل خلف شروطه ورفضه الشراكة في بلورة توافق على انتخاب رئيس للجمهورية يشكل انتخابه الخطوة الاولى في مسار طويل لانقاذ الوطن يتوق اليه ابناؤه ويحض على سلوكه الصديق والشقيق تفاديا للتداعيات الخطيرة التي تتراكم على مدار اليوم والساعة ماليا واقتصاديا ومعيشيا واجتماعيا وكذلك صحيا وباتت تنذر بسقوط الهيكل اللبناني على رؤوس الجميع.
وسط هذه المشهدية المأسوية، تبقى الاجواء السابقة لانعقاد الجلسة الانتخابية المقبلة لانتخاب الرئيس على حالها محشورة في ثلاث زوايا، الاولى زاوية الاوراق البيضاء لثنائي امل وحزب الله وحلفائهما والثانية زاوية مناقضة تتموضع فيها الاطراف التي تقدم نفسها سيادية وتتبنى ترشيح النائب ميشال معوض. والثالثة يتخبط فيها نواب التغيير والمستقلون وضياعهم في ترشيحات متفرقة لبعض الشخصيات وفشلهم في حشد بضعة اصوات لهم.
عضو كتلة الجمهورية القوية النائب سعيد الاسمر يقول لـ”المركزية”: “للاسف نعيش مرحلة من المراوحة والتعطيل نسعى لئلا تطول كثيرا من خلال اتصالات نجريها مع الكتل النيابية المعارضة غير المؤيدة لترشيح النائب ميشال معوض امثال كتلة الاعتدال الوطني والنواب التغييريين والمستقلين وذلك من اجل الاتفاق على مرشح رئاسي سيادي واصلاحي ولو كان بديلا لمعوض، لكننا للاسف نصطدم بالمحاولات التعطيلية للفريق الممانع المتمثل بحزب الله وحركة أمل والتيار الوطني الحر وحلفائهم من النواب الآخرين. في السابق عطل حزب الله الاستحقاق الرئاسي سنتين ونصف السنة من اجل ايصال مرشحه العماد ميشال عون الى بعبدا، واليوم يمارس الاسلوب نفسه من اجل انتخاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، لكننا لن نستسلم هذه المرة أمام محاولاته”.
وعن امكان تواصلهم مع التيار الوطني الحر الذي يبتعد اليوم عن حزب الله يقول: “حتى الان يمارس التيار لعبة الاوراق البيضاء مع الثنائي الشيعي. وحتى لو افترق عن حزب الله فستبقى المصيبة قائمة كون جبران باسيل لا يرى مرشحا سواه للرئاسة، فإن كان يرفض ترشيح احد اعضاء كتلته فهل يقبل بمرشح وفاقي؟ لا اعتقد”.
ويتابع ردا على سؤال: “عتبنا على رئيس المجلس النيابي نبيه بري انه لا يبقي محضر الجلسة مفتوحا ليصار الى انتخاب رئيس. في الولايات المتحدة الاميركية بقي المجلس منعقدا على مدى 15 جلسة لحين انتخاب رئيس له، لماذا لا نتمثل باميركا؟ أعتقد ان هناك فرقاء في الداخل ينتظرون اشارات واثمانا من الخارج والله اعلم الى متى سيطول الانتظار”.