كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:
تضجّ مناطق عكار والمنية وطرابلس بأعمال السرقة ويتفنّن السارقون بأساليبهم، عبر ابتداع طرق جديدة غير معروفة للإيقاع بفرائسهم على الطرق ولا سيما في فترات الليل. وتنشط عصابات السرقة مستخدمة الطرق أو الأحياء والأماكن البعيدة عن الزحمة وعن التجمّعات السكنية، منها طريق طرابلس البحرية، طريق طرابلس- مجدليا، طريق المنية – الأوتوستراد الجديد باتجاه الضنية، الطرق الداخلية في عكار، التي تربط القرى ببعضها. على أن أكثر الذين يتعرّضون للسرقة هم ركّاب الدرّاجات النارية، أو سائقو الـ»توك توك»؛ فصيد هؤلاء بالنسبة للسارقين أسهل بكثير، وبمجرد استعمال مسدس أو بندقية بوجه السائق يتوقّف سريعاً وتتم سرقته.
أمّا السيارات فلها أساليب أخرى لتوقيفها كرشق زجاجها الأمامي بالحجارة أو البيض، أو زرع الحجارة والعوائق على الطريق فيضطرّ صاحب السيارة للتوقف، وهذا غالبًا ما يحصل على الطرق التي ليس عليها حركة كبيرة، بالإضافة إلى استخدام أضواء الليزر القوية في وجه السائق وتهديده لكي يتوقف، وعندها يتم تجريده مما لديه من أموال أو هواتف، وأحياناً سرقة السيارة. ومن يقاوم من هؤلاء هذه العصابات، فإن الأمور قد تصل إلى حدّ تعنيفه وضربه وإيذائه جسدياً.
ومن الطرق التي ابتدعتها إحدى العصابات أخيراً أن «تم طلب شراء بعض البضائع بطريقة الدليفري عبر الإنترنت ولدى وصول سائق الدليفري إلى المكان المحدد في إحدى مناطق عكار، تمّت سرقة أمواله والطلبية المذكورة». ومن الأمثلة عمّا يحصل يومياً على الطرق ما تعرّض له سائق دراجة نارية قبل أيام في طرابلس من اعتداء وسلب بينما كان ينقل طلبية دليفري من أحد المطاعم التي يعمل بها… أما سرقة الدراجات النارية فتتم في أكثر الأحيان من خلال صدم صاحب الدراجة بالسيارة والسطو على درّاجته. وما يساعد السارقين على إتمام أفعالهم الجرمية غياب الإنارة الليلية بالكامل عن العديد من الطرق، نتيجة الإنقطاع المتواصل للكهرباء عن مختلف المناطق ومنها مناطق الشمال. فمصابيح الإنارة التي كانت قد وضعتها البلديات على الطرقات لا تعمل بمعظمها؛ لأن لا كهرباء، وإذا ما حصل وجاءت الكهرباء لبُرهة ذات ليلة، فإن أكثرية هذه المصابيح المعلّقة على الأعمدة، لا تعمل؛ وتحتاج إلى صيانة أو استبدال، بالإضافة إلى أن بعضها قد تمّت سرقته عن الأعمدة.
يؤكد مصدر أمني شمالي لـ»نداء الوطن» أنّ الحديث عن وجود عصابات سرقة محترفة ومتمرّسة بالمعنى الحقيقي للكلمة، هو أمر غير دقيق. ويضيف: «إن ما لدينا من معلومات ومن موقوفين أيضاً؛ يشير إلى أنّ من يقومون بهذه الأعمال لا يتعدّون الشخصين أو الأربعة كمجموعة في أحسن الأحوال، وهم غير منظّمين، وأحياناً تكون أمورهم من بنات أفكارهم، وهذا ما يفسّر أنّ الكثير من هذه العمليات يفشل ويستطيع الشخص المعتدى عليه أن ينجو بذاته. والسارقون في الغالب يستخدمون الأماكن البعيدة عن أعين الأمن، وإن لدى القوى الأمنية بيانات بالعديد من هؤلاء ويتم توقيفهم بشكل مستمرّ ولكننا نقرّ بصعوبة ضبط هذه الظواهر بالكامل فهي تحصل في بلدان أهم من لبنان بكثير ولا تعاني ما نعانيه من أوضاع معيشية واقتصادية صعبة». ويشدّد المصدر على ضرورة أن «يبلّغ أي مواطن يتعرّض لأي عملية سرقة، كما وننصح المواطنين بتجنّب السير على الطرق الفرعية أو التي لا إنارة عليها، واستخدام الطرق الأساسية التي تبقى حركة السير اعتيادية عليها».
وبينما يطالب مواطنون بتواجد أمني أكبر على الطرق، يرى البعض أنه لا يمكن توقّع الكثير من القوى الأمنية في هذه الأيام، فعناصرها يعانون كما يعاني الناس، وهي غير قادرة على تأمين المحروقات لآلياتها. وأمام هذه المعطيات يلجأ العديد من المواطنين إلى عدم التنقّل ليلًا إلّا للضرورة، ويلجأ من يقتدر إلى حمل مسدّس أو بندقية، يبقى الأشخاص الذين يعملون في بيروت ويعودون إلى مناطقهم في وقت متأخّر من الليل، فهؤلاء عليهم المزيد من الحذر.