كتب داني حداد في موقع mtv:
إن أردت أن تكون حزبيّاً ملتزماً فإنّ الأمر يتطلّب، في أحيانٍ كثيرة، أن ترى الخطأ وتسكت عنه، لا بل تدافع عنه في بعض الأحيان. قد يحصل، مثلاً، أن يجلس جبران باسيل ووليد جنبلاط معاً بينما مناصر للأول يهاجم الثاني عبر مواقع التواصل الاجتماعي. حين يلتقي الكبار فإنّ الصغار يذهبون “فارق عملة”. هناك من ارتضى ذلك لنفسه.
عقد باسيل سلسلة لقاءات بعيداً عن الأضواء في الفترة الأخيرة. هو تكتّم عنها كما عن مضمونها، حتى أنّ نوّاباً في “التيّار” عرفوا من الإعلام بهذه اللقاءات، علماً أنّه جرت العادة أن يغيّب باسيل نوّابه عمّا يقوم به فيتحرّك من دون تنسيق ولا يطلع هؤلاء على نتائج الاجتماعات، حتى أنّ اجتماعات تكتل “لبنان القوي” تكاد تصبح لزوم ما لا يلزم في هذه المرحلة. يتحوّل النوّاب أحياناً الى أشباه المناصرين، وكأنّهم يحاربون على الجبهة بينما قائدهم يجالس “العدوّ”.
أمّا عن أهداف حركة باسيل، فيقول مطّلعون إنّها لا تصبّ في مصلحة مرشّح رئاسي معيّن، وإن سُرّب عكس ذلك، بل هدفها إضاعة الوقت وحماية “التيّار” من تهمة المساهمة بالشغور عبر استخدام الورقة البيضاء، وذلك بانتظار توفّر ظروف خارجيّة وداخليّة تسمح بانتخابه رئيساً.
وتقول المصادر إيّاها إنّ مرشّح رئيس “التيّار”، حتى اليوم، هو باسيل نفسه وهو سيلعب هذه الورقة حتى النهاية وإن قال غير ذلك في الإعلام، وإن أوحت حركته بغير ذلك. ومن ضمن خطّة باسيل أيضاً تطويق البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي خفّض سقفه أخيراً، بعدما كان يهاجم رئيس تكتل “لبنان القوي” بشدّة في جلساته الخاصّة.
وتتحدّث مصادر في هذا الإطار عن عدم رضا فاتيكاني، عبّر عنه سفير بابويّ التقى الراعي أخيراً خارج لبنان، على أداء الراعي ومواقفه، خصوصاً أنّه لم يلتزم بنصائح فاتيكانيّة وُجّهت إليه.
يقودنا ما سبق كلّه الى القول إنّ الشغور الرئاسي لن ينتهي قريباً، بل سندخل، بدءاً من مطلع العام، في “موجة” مبادرات سيفتتحها باسيل من دون أن تنتج تسويةً. لن يتخلّى حزب الله، في المستقبل القريب، عن سليمان فرنجيّة، ولن يوافق باسيل على دعم الأخير. مكانك راوح رئاسيّاً، أما الدولار فلا يراوح سعراً، وسنختم العام بخمسين ألفاً للدولار الواحد. وفي هذه لا من يبادر ولا من يجد حلّاً… ولا من يحزنون.٠