كتب يوسف دياب في “الشرق الأوسط”:
لم تطو بعد تداعيات الاعتداء على دورية تابعة للكتيبة الإيرلندية العاملة ضمن قوات «يونيفيل» في جنوب لبنان، وقتل أحد جنودها. ويبدو أن زيارة الرئيس نجيب ميقاتي برفقة قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون إلى مقرّ القوات الدولية في الناقورة، والاتصالات التي أجراها، والوعد الذي قدّمه بكشف ملابسات الجريمة وتقديم الجناة للعدالة، أفضت إلى تنفيس الاحتقان؛ لكنها غير كافية ما لم يتم القبض على الجناة، كما تطالب الأمم المتحدة.
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصدر رسمي مطلع، أن «حزب الله» سلّم خلال الساعات الماضية مطلق النار على الدورية الإيرلندية إلى مخابرات الجيش اللبناني. وأكد أن الحادثة «استدعت رفعت مستوى التنسيق بين الجيش اللبناني والقوات الدولية». وقال إن قائد قوات «يونيفيل» الجنرال أرولدو لازارو ساينز «طالب منذ اللحظة الأولى لوقوع الحادث بإجراء تحقيق شفّاف، وبتوقيف مطلقي النار وتقديمهم للعدالة، وهو مضطر لتزويد الأمم المتحدة في نيويورك بأجوبة حول حقيقة ما جرى».
ونقل المصدر الرسمي عن مسؤولين في «يونيفيل»، أن «المطلوب إجراءات سريعة تقود إلى توقيف الفاعلين، وأن تثبت التحقيقات أن الحادث وليد ساعته وليس عملاً مدبراً». وشدد على أنه «حتى لو صحّت فرضيّة أن الدورية الإيرلندية ضلّت الطريق أو أنها أخطأت وبدّلت مسارها، فإن ذلك لا يستدعي ارتكاب جريمة قتل».
وبموازاة التحرّك السياسي، تستمرّ التحقيقات الأمنية والقضائية. وقال مصدر قضائي لـ«الشرق الأوسط»، إن «التحقيق بات ملماً بكل التفاصيل». وأشار إلى أن «تفاصيل الجريمة ستعلن قريباً، ويتبيّن من خلالها أسباب الحادث، وما إذا كان عابراً أو مدبراً»، وتابع: «القضاء اللبناني ينسّق مع (يونيفيل) في أدقّ التفاصيل، وهناك تعاون مع محققي الشرطة العسكرية التابعة لـ(يونيفيل)، كما أن المحققين اللبنانيين استمعوا إلى إفادة الجنديين اللذين كانا في عداد الدورية التي تعرضت للاعتداء وأصيبا جراء الحادث، وقدّما الرواية الكاملة عن الأسباب التي دفعت الدورية إلى تغيير مسارها، وكيفية اعتراضها بقوّة السلاح».
ورأى سفير لبنان الأسبق في واشنطن، رياض طبارة، أن «الأمور متوقفة على نتائج التحقيقات، وما إذا كان لبنان سيقدم المعطيات الحقيقية». وأوضح طبّارة لـ«الشرق الأوسط»، أنه «حتى الآن ليس ثمّة قلق على سحب القوات الدولية من جنوب لبنان أو تقليص لوجودها، إلا إذا أثبتت التحقيقات أن العملية منظمة، وتشكل بداية لمرحلة خطيرة جداً من التعاطي مع هذه القوات».