22-نوفمبر-2024

كتب رمال جوني في “نداء الوطن”: 

غطّى الحدث الأمني في العاقبية على ما عداه من أحداث داخلية، فوفاة عنصر إيرلندي وجرح ثلاثة أحدهم في حال حرجة في حادث ليل أمس الأول، دفع بالوضع الأمني إلى الواجهة مجدّداً، وتحديداً مع قوات الطوارئ. فهل ما حصل هو عابرٌ، أم أنّه يمهّد لأحداث مماثلة في مناطق أخرى؟

المؤكّد بحسب ما يجمع الكلّ أنّ ما حصل بمثابة رسالة واضحة من الأهالي تجاه قوات الطوارئ مفادها «إلتزموا مناطق عملكم».

لم يرد الأهالي أن يتطوّر الحادث الى ما وصل إليه، فالحادث وقع حين كانت آلية الطوارئ تحاول المغادرة فاصطدمت بسيارات عدّة وانقلبت الى الطريق المحاذية. ما حصل ما زال ملتبساً للكل، فالروايات متعدّدة، وحده تحقيق مخابرات الجيش الذي فرض طوقاً أمنياً مشدّداً على المكان سيكشف خيوط ما حصل.

ماذا في التفاصيل؟

كان يمكن لعبور آلية لقوات الطوارئ ليل الاربعاء ـ الخميس، عن طريق الخطأ كما قيل، من بلدة العاقبية الخارجة عن نطاق عمل «اليونيفيل» بإتجاه بيروت، أن يمرّ مرور الكرام لولا اعتراض الأهالي لها وسقوط قتيل و3 جرحى. غير أنّ رفض الأهالي لمرورها في وقت متأخّر من دون مرافقة من الجيش اللبناني أدّى الى الإشكال.

لم يكن الاعتراض الوحيد، فقد سبقه قبل ثلاث سنوات حادث مماثل في الصرفند، وقتها لم يسفر عن شيء، خلافاً لما حصل أمس من اطلاق نار واعتداءات. لم يتحدّد بعد مصدر اطلاق النار الذي تعرّضت له دورية «اليونيفيل»، وما اذا كان مقصوداً أو عابراً، المؤكد أنّ هناك تحقيقاً فتحته مخابرات الجيش اللبناني و»اليونيفيل» لمعرفة تفاصيل ما حصل، وهل سيكون له إرتداداته على القرى!

على طريق العاقبية الساحلي، حيث تكتظّ المحال التجارية المتلاصقة جنباً الى جنب، وفي تمام الحادية عشرة قبل منتصف ليل الأربعاء الخميس مرَّت دورية للكتيبة الإيرلندية في منطقة خارج عن نطاق عملها، إعترضها الأهالي وأوقفوها، شهود عيان أكدوا لـ»نداء الوطن»حصول إطلاق نار (قرابة الخمسين رصاصة)، لم يتمّ تحديد مصدرها، هل الأهالي أم القوات الدولية، غير أنهم يؤكدون حصول الاعتداء لأنّ الدورية دخلت منطقة خارجة عن نطاق عملها، وفي توقيت مثير للشكوك بنظر الأهالي.

بحسب هؤلاء الشهود فإنّ الدورية ولدى هروبها من الأهالي إصطدمت بـ4 سيارات كانت متوقفة بمحاذاة الطريق وإنقلبت على الطريق المحاذي ما أدّى الى اصابة من فيها.

رئيس بلدية الصرفند علي خليفة أكد لـ»نداء الوطن» أنّ «الاعتداء على الدورية جاء لسلوكها طريقاً مغايراً لخط سيرها»، لافتاً الى أنّه قد تكون ضلّت طريقها أو ربّما في مهمة معينة، جازماً بأنّ لا عداء بين أهالي المنطقة و»اليونيفيل»، مشدّداً على أن ما حصل لا يعدو كونه حادثاً، مؤكداً أنّ الحادث وقع أثناء محاولة الدورية الرحيل، وأن عناصر جمعية الرسالة للإسعاف الصحّي هم من نقلوا الجرحى الى المستشفيات.

من الصعب تحديد حقيقة ما حصل، المؤكد أنّ الجيش فرض طوقاً أمنياً مع ساعات الصباح الأولى، ومنع إلتقاط الصور، وعملت فرق الأدلة الجنائية لدى الجيش و»اليونيفيل» على رفع البصمات تمهيداً لبدء التحقيق، وتؤكد المعلومات أنّه قد يستغرق بعض الوقت. يرفض أصحاب المحال أو أحد من أهالي البلدة الدخول في تفاصيل ما حصل، يجمعون على أنّهم «لا يعرفون شيئاً» وأنّ المحال تقفل عند التاسعة مساءً، رغم تأكيد رفضهم مرور الدورية في منطقة خارج نطاق عملها. لا يسمح أحد بالدخول في تفاصيل ما حصل، الكل وقف يتفرّج على رفع الجيش الآلية المتضرّرة وقد استغرق عمله ساعات، منع التصوير وأبعد الاعلام عن المشهد، أمّا اصحاب المحال فمارسوا عملهم كالمعتاد، في تأكيد على أنّ ما حصل عابر.