22-نوفمبر-2024

جاء في جريدة “الأنباء” الإلكترونيّة:

بعرس كروي عالمي، مشهد فني استثنائي، وبحضور جماهيري واسع، احتفلت دولة قطر بافتتاح المونديال على أرضها واستضافة الدول المشاركة من جميع أنحاء العالم، وتكاد تكون المشهدية الرياضية التي ظهرت أمس واحدة من الأجمل بتاريخ العالم العربي، وهي تجاوزت بمعانيها ودلالاتها الوطنية والعربية كل التوصيفات التي يمكن أن يحدها الخيال.

وفي مقابل التقدّم الذي تشهده قطر على كافة الصعد، ظهر التراجع الذي يعانيه لبنان، بعدما كان منارة الشرق الأوسط ومحطة الأحداث العالمية في المحيط العربي. ويتمثّل هذا التراجع بالفراغ الدستوري والسياسي الذي ينتج عن إدارة غير مسؤولة وبالأزمة الاقتصادية والمالية غير المسبوقة. وفي هذا الوقت، تقف البلاد على أبواب الذكرى التاسعة والسبعين للاستقلال وسط الفراغ والشلل، ولسخرية القدر، ما زال القرار مصادراً لمصالح إقليمية سلخته عن محيطه العربي والدولي، بانتظار إنجاز الاستحقاقات المنتظرة.

ومن الواضح أن طبخة استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية لم تنضج بعد، خصوصاً وأن ثمّة أطرافاً سياسية تتعامل بخفّة مع حجم المسؤولية ودقّة الظروف الصعبة، وتنظر إليه من منظار فئوي نسبةً لمصالحها السياسية، في حين أن التأخر في إنجازه يفتح الباب أمام تعميق الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، وما هو أخطر، الأزمات الأمنية.

بكل الأحوال، فإن لبنان كما كل العالم، دخل في هدنة “المونديال” وتليها إجازة الأعياد، على أمل أن تكون “عيدية” ما بانتظار اللبنانيين حينها.