22-نوفمبر-2024

كتبت “السياسة”” الكويتية:

في حين ما زال يتفاعل وبقوة التسريب الصوتي لرئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الذي استهدف فيه رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية، على قاعدة “علي وعلى أعدائي”، وفي ظل التباعد المستمر بين باسيل وحليفه “حزب الله”، وإزاء استمرار تعثر عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية، اصبح لبنان مطالبا من المجتمع الدولي بإنجاز هذا الأمر في أسرع وقت ممكن.

وعلمت “السياسة” الكويتية من أوساط دبلوماسية عربية في بيروت، أن الحراك السعودي الفرنسي الناشط، يركز على ضرورة انتخاب رئيس توافقي لديه القدرة على جمع اللبنانيين، وتخفيف معاناتهم وإخراجهم من النفق، بعدما تبين له أن هناك استحالة في أن يفرض أحد الفرقاء رئيساً للجمهورية من طرفه، وهذا ما زاد المجتمع الدولي قناعة بأنه، لا يمكن في المقابل وجود رئيس من جانب قوى الثامن من آذار التي تتحمل مسؤولية أساسية في وصول الوضع إلى ما وصل إليه الآن، من انهيارات على مختلف الأصعدة.

وأشارت المعلومات، إلى أن السفير السعودي وليد بخاري والسفيرة الفرنسية آن غريو، سيعملان بعد عودتهما إلى بيروت، على إبلاغ المسؤولين، بهذه الرسالة الدولية العاجلة، من أجل الإسراع في التوافق على شخصية وسطية، مدعومة بغطاء إقليمي دولي، على أن يحظى بمباركة من جانب بكركي التي أكد “سيدها” البطريرك بشارة الراعي أنه يؤيد انتخاب رئيس توافقي، وإنما بشروط، أهما ألا يتولى إدارة الأزمة، وإنما يكون قادراً على تحقيق مصلحة لبنان وشعبه بالدرجة الأولى، وهذا الأمر أكد عليه أيضاً رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لا يرى مجالاً لانتخاب رئيس للجمهورية، إلا بالتوافق.

وتقول أوساط نيابية بارزة لـ”السياسة”، إن “لبنان محكوم بالتوافق، ولذلك يستبعد أن يكسر أحد الفرقاء الفريق الآخر، وينجح في إيصال مرشحه، وبالتالي فإنه لن ينتخب ولو طال الشغور، إلا رئيس توافقي ووفاقي، ولا يظهر فريق من الفرقاء في موقع المهزوم، ما يعني استبعاد فرنجية وباسيل، وهذا قد يرفع أسهم قائد الجيش العماد جوزف عون الذي يحظى بدعم سياسي وشعبي كبير، اضافة إلى أنه محط تقدير واحترام العواصم العربية والغربية، وتربطه علاقات وطيدة بالأميركيين.

ورجحت المصادر أن الرئيس بري، وبدعم من بكركي، بصدد عقد سلسلة مشاورات مع القوى السياسية، في إطار تعبيد الطريق أمام انتخاب الرئيس في أسرع وقت، لأن إطالة أمد الشغور، تحمل في طياتها مخاطر جسيمة على مختلف الأصعدة، بعدما وصلت حالة الاهتراء في البلد إلى مرحلة لا يمكن التكهن بتداعياتها على مستقبله السياسي والاقتصادي، وفي ظل تحذيرات دولية من مغبة الفشل في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يضع لبنان على سكة التعافي.