اكتشفت كاتبة قصص الأطفال الروسية يوليا ياكوفليفا -خلال مقابلات أجرتها مع الأطفال- أن الحملات الإعلامية لا تقدم إجابات واضحة على الأسئلة التي تتبادر إلى أذهان الأطفال بشأن تصاعد “الأزمة الروسية الأوكرانية” -كما أسمتها- بعد أن صادفت طفلا سألها عما يحدث في مدينة بوتشا الأوكرانية.
وتقول يوليا ياكوفليفا -في تقرير نشرته صحيفة “لوتان” (letemps) السويسرية- إن كلمة “حرب” في وقت سابق كانت تعيد إلى الأذهان الفترة الفاصلة بين عام 1941 و1945، وأما نطق هذه الكلمة في الوقت الراهن فيحيل مباشرة إلى الحرب القائمة في أوكرانيا، حسب ياكوفليفا.
وتعد مذكرات فتاة صغيرة من لينينغراد -تدعى تانيا سافيشيفا بعنوان “مات الجميع، بقيت تانيا فقط”، وثقت خلالها معاناة حصار لينينغراد- أكثر الأعمال الروسية تأثيرا أثناء الحرب العالمية الثانية.
وتوضح ياكوفليفا أنه مع عزوف الأطفال اليوم عن كتابة مذكرات شخصية، بدأت تتحدث إليهم من بداية الحرب وتطرح عليهم أسئلة بخصوص ما يشاهدونه ويسمعونه وما يفكرون فيه. وقبل إجراء لقاء مباشر مع الأطفال، تحدثت ياكوفليفا مع أولياء أمورهم من أجل إحاطتهم علمًا بطبيعة المواضيع التي سيتم التطرق لها خلال اللقاء، وترى ياكوفليفا أن ردود فعل الأطفال وارتفاع المستوى الإدراكي لديهم يبشران بولادة جيل آخر مختلف.
الحرب في هواتف المراهقين
ويتابع المراهقون الروس الحرب على أوكرانيا على مواقع التواصل الاجتماعي عبر شاشة هواتفهم، وصرح أحدهم للصحيفة بأن “مستوى الرؤية تدهور لدي، منذ بداية الحرب وأنا منكب على الهاتف طوال الوقت”.
وقال آخر “اطلعت على جميع المستجدات والبيانات الإعلامية لوزارة الدفاع الروسية وما تبثه وسائل الإعلام المستقلة. أريد أن أفهم ما يجري، الجميع ينقل فقط جزءا من الحقيقة”. وقال آخر “تستخدم الصور ومقاطع الفيديو فقط بهدف إثارة ردود فعل، لكنني مهتم بآليات ما يحدث، ولست بحاجة إلى أن يثبت لي شخص ما أن الحرب تزهق الأرواح”.
مفهوم الحرب للأطفال الصغار
أما بالنسبة للأطفال الذين يبلغون من العمر 5 سنوات، وبسبب عدم امتلاكهم هواتف، فإن مفهوم الحرب والموت ليس واضحا لديهم، إذ يفضل الآباء عدم إطلاع أطفالهم على مواضيع لها علاقة بالحرب، لهذا لا يعلم هؤلاء الأطفال ما يحدث.
وتعبيرا عن احتجاجهم ضد العملية العسكرية الروسية، قال بعض الأطفال “أرتدي أساور بلون العلم الأوكراني”. في حين قال آخرون “صنعنا الأوسمة التي نرتديها في الملابس بأنفسنا”، ويضع البعض ملصقات أو علكة على اللوحات المؤيدة للحرب على جدران محطة المترو.
وتختتم الصحيفة بتساؤل: “هل يعني الاحتجاج ضد الحرب مناهضة روسيا؟” لتجيب بأنه في الحقيقة لا تقدم الحملات الإعلامية إجابات واضحة ومفهومة على أسئلة الأطفال المراهقين من قبيل “هل يعني احتجاجي ضد الحرب أنني ضد روسيا ولا أحب بلدي؟ هل أنا مع الحرب؟””الجزيرة”