30-أبريل-2024

منذ أن طُرح اسم فراس الأبيض لوزارة الصحة اعتقد الجميع بأنّه سيدخل إلى الوزارة وبيده عصا سحرية وسيؤمّن الدواء بكلّ سهولة، والمستشفيات ستعمل على استقبال المرضى من دون صعوباتٍ وأنّ كورونا سيختفي من الوجود، ولكن أن تستلم حقيبةً وزاريةً في لبنان وفي هذا التوقيت بالذّات ليس إنجازاً بل هو أشبه بـ”كابوس”!

منذ أن أعلن الرّئيس السّابق حسّان دياب بأنّ حكومته هي حكومة تصريف أعمال صرف بعض الوزراء نظرهم عن الأعمال، أما البعض الآخر فأكمل أعماله عبر وسائل الإعلام وأصبحت وظيفتهم عبارةً عن “شوفوني حبوني”..

وبما أننا طرحنا وزارة الصحة في بداية حديثنا فوزير الصحة السابق حمد حسن هو المثال الأوضح لما سبق، فمن خلال تصريف أعماله أصبح يظهر في كلّ مستودعٍ بحجّة المداهمة. كنّا نرى صناديق الأدوية التي نحتاجها أمام أعيننا وكان حمد يعاتب ويلوم من يقوم بتخزين الدواء، ولكن من دون أيّ إجراءٍ قانونيٍّ بحقّهم..

الدواء بدأ يختفي من الصيدليات يوماً بعد يوم، واستقرّ في السوق السوداء من دون حسيبٍ أو رقيبٍ، مع العلم أنّ كلّ شيءٍ كان واضحاً ولا يحتاج إلى تحقيقٍ وتخطيط، بل كان الوزير يريد إشارة ترضيةٍ من حزبٍ وتيّارٍ لكي يسمحوا له بالقيام بما يجب عليه القيام به..

“لا داعي للهلع” بهذه الجملة طلب منّا وزير الصحة السابق أن نصبر ونتصبّر منذ بداية جائحة كورونا. مع انتشار الوباء حاول حمد تهدئة الأجواء واضعاً مستشفى رفيق الحريري برئيسها فراس الأبيض في “بوز المدفع”، ولكن كما هو معروف فإنّ أيّ مستشفى حكومي في لبنان لا يتمتع بالتجهيزات المطلوبة ولا يخلو من شكاوى المرضى “الفقراء” الذين يعانون أثناء دخولهم إلى أروقته.

فراس الأبيض حاول بكلّ ما في وسعه أن يجعل من مستشفى الحريري مركزاً مهمًّا لمواجهة فيروس كورونا وكان من خلال تغريداته التي كان ينتظرها الجميع يُطلع الرأي العام على ما يحصل وما هو مطلوب..

كانت التّغريدات تظهر النقص الحادّ الذي تعاني منه المستشفيات بشكلٍ عام من الأدوية والمستلزمات الطبية التي وبحلول أزمة الدولار أصبح من الصعب تأمينها إلا من خلال موافقاتٍ يوقّع عليها مصرف لبنان كي توافق الشركات المستوردة على جلبها ..

المصدر: ليبانون نيوز