جاء في “نداء الوطن“:
الكل بانتظار ما سيضعه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي “على الطاولة” لحفظ ماء وجه السلطة وإعادة تعويم العهد وحكومته الأخيرة، فهل ينجح في محاولة إعادة تدوير الأزمات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من حطام البلد أم أنّه سيحتفظ لنفسه بشرف المحاولة على قاعدة “أللهم فاشهد”؟ سؤال سيلقي بثقله على مجريات الساعات القليلة المقبلة ترقباً لما ستحمله المشاورات الرئاسية والسياسية من انبعاثات تصعيدية أو تبريدية على صفيح الأزمة الحكومية الساخنة.
ومن السراي الحكومي، يستأنف رئيس مجلس الوزراء أنشطته صباح اليوم وسط حرص دوائر السراي على حشد أوسع تغطية إعلامية لنشاط مرتقب عند الحادية عشرة ظهراً، قبل أن يشرع ميقاتي في جولة تشاورية مكوكية بين بعبدا وعين التينة لرسم خريطة حل شامل للخروج من المتاهة الحكومية انطلاقاً من حلّ عقدة استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي. إذ نقلت مصادر واسعة الإطلاع أنّ رئيس الحكومة “حزم أمره لناحية وجوب تعبيد الطريق باتجاه تقديم قرداحي استقالته “بتهذيب”، بمعنى تأمين إخراج معيّن للاستقالة يضعها ضمن قالب إيجابي هادف إلى إعلاء المصلحة الوطنية وإعادة التأكيد على حرص الحكومة وعزمها على تبديد كل ما من شأنه تعكير العلاقة مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي”.
ونقلت المصادر أنّ أجواء الرئاسة الأولى توحي بأنّ الرئيس ميشال عون متوافق مع رئيس الحكومة على ضرورة استقالة قرادحي، على أن يبقى التباحث بينهما اليوم في “السيناريوات المحتملة” لتقديم هذه الاستقالة، بالتشاور مع رئيس مجلس النواب نبيه بري و”حزب الله” و”تيار المردة”، لا سيما وأنّ كل الأوساط العربية والدولية التي استفتاها لبنان في سبل حلحلة الأزمة مع السعودية ركّزت على استقالة قرداحي باعتبارها “نقطة البداية” في هذا الاتجاه.
وفي هذا السياق، كشفت المصادر أنّ “كل خيوط الوساطات، القطرية والأوروبية والأميركية، تقاطعت عند هذه النقطة بوصفها منطلقاً لا بد منه “لإعادة ترطيب الأجواء أولاً مع السعودية قبل الشروع في أي وساطة جدية ومنتجة معها، حتى الجانب الكويتي أكد للمسؤولين اللبنانيين الذين طلبوا مساعدته وجوب أن “تأخذ الحكومة اللبنانية المبادرة ومساعدة نفسها ليتمكن الآخرون من مساعدتها”. وبهذا المعنى ركزت الخارجية الأميركية أمس على ضرورة “إبقاء القنوات الدبلوماسية مفتوحة بين لبنان ودول الخليج”، مع التشديد في المقابل على أنّ “حزب الله أحد الأسباب الرئيسة لتفاقم الأزمات اللبنانية”.