22-نوفمبر-2024

كتبت مريم حرب في موقع mtv:

اعتاد اللبنانيون على سماع الوعود الفارغة من الطبقة السياسيّة ورؤية الانجازات الوهميّة. يتطلّع الجميع إلى القطاع النفطي ويعوّل على اكتشاف حقول نفط وغاز في البلوكات البحريّة اللبنانية علّ أموالها تأتي بالفرج والبحبوحة إلى الخزينة العامة، فالشعب.

زفّ وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال علي حميّة خبر وصول باخرة التنقيب عن النفط والغاز في البلوك رقم 9، الذي أطلق عليه اسم قانا، إلى نقطة الحفر المحدّدة لها. وسارع وزير الطاقة وليد فياض إلى الكشف عن تفاؤل شركة “توتال إنرجيز” بوجود بلوك نفطي في حقل قانا.
وصول الحفارة سبقه مسار طويل من التحضيرات اللوجيستية والتراخيص وتحضير العقود. وفي نهاية الشهر الحالي ستبدأ منصة “Transocean Barents” بعملية الحفر وفق ما أعلنت “توتال” على أن تنتهي من عملية التنقيب بعد 60 إلى 90 يومًا. حينها سترفع “توتال” النتائج والتحليلات إلى الحكومة اللبنانية.

وتشير خبيرة النفط والغاز في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لوري هايتيان إلى أنّ 3 سيناريوهات مرتقبة بعد قرابة الـ90 يومًا في حقل قانا. وتقول، في حديث لموقع mtv: “السيناريو الأوّل يشبه نتيجة البلوك رقم 4، أي لا وجود للغاز. في السيناريو الثاني، ستُظهر النتائج العثور على كميّة قليلة من النفط والغاز والتي لا يعوّل عليها. أمّا السيناريو الثالث الذي يترقّبه الجميع فهو اكتشاف كميّات مهمّة من النفط والغاز”.

إعلان شركة “توتال” البدء بعملية الحفر في البلوك رقم 9 دونه عقبات، خصوصًا إذا ما تبيّن أنّ الكميّات المكتشفة تقع خارج المنطقة الاقتصادية اللبنانية. حينها، تشرح هايتيان أن على لبنان واسرائيل تطبيق اتفاق ترسيم الحدود البحرية لناحية البند الذي ينص على “حصول إسرائيل على تعويض من مشغّل البلوك رقم 9 لقاء الحقوق العائدة لها من أيّ مخزونات محتمَلة في المكمَن المحتمَل”. وتُضيف: “قبيل اتخاذ “توتال” قرار الاستثمار في البلوك رقم 9، ستعمل على إبرام اتفاقية مالية مع اسرائيل وإعلام الجانب اللبناني بها”، مردفة: “بموجب هذا الاتفاق لا يحق لـ”توتال” تطوير الحقل والبدء بالانتاج”.

أمّا إذا كانت الكميّات المكتشفة في المنطقة الاقتصادية اللبنانية فالأمور ستكون أسهل على لبنان و”توتال” للبدء بتطوير الحقل ومعرفة الإمكانات المادية. وتكشف هايتيان أنّه “في الحالتين لن يدخل دولار واحد إلى خزينة الدولة من البلوك رقم 9 قبل 6 إلى 7 سنوات”.

تمامًا كما يقول المثل الشعبي “الموعود مش محروق”، سيبقى الأمل كبيراً أن تكون نهضة لبنان من بوابة القطاع النفطي وعائداته ولو بعد 7 سنوات.